أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، يوم الإثنين، بأن غارة جوية إسرائيلية أدت إلى قطع الطريق الدولي بين محافظتي دمشق وحمص، في حادثة تعكس استمرار التصعيد الإسرائيلي على الأراضي السورية. وذكرت الوكالة أن الغارة استهدفت منطقة "شمسين" جنوبي حمص، والتي كانت تضم تجمعات للمساعدات الإنسانية المُخصصة للوافدين اللبنانيين، ما أدى إلى تعطل حركة المرور على الطريق الرئيسي بين المحافظتين.
استهداف إسرائيلي متزايد لمواقع في سوريا منذ 2011
منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011، شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية التي استهدفت مواقع تابعة للجيش السوري، وأهدافاً أخرى مرتبطة بإيران وحزب الله اللبناني. وتأتي هذه الغارات في إطار سياسة إسرائيلية تسعى لمنع ما تصفه بتوسع النفوذ الإيراني في المنطقة، ولإضعاف قدرات حزب الله داخل سوريا. ومع تطور النزاع في المنطقة، زادت إسرائيل من وتيرة الهجمات، خاصة على المناطق الحدودية ونقاط التماس، ما أدى إلى توترات متصاعدة بين الأطراف المختلفة.
الغارات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة.. توتر جديد بسبب النزاع مع حزب الله
في الأسابيع الأخيرة، كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية على سوريا، تزامناً مع احتدام النزاع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني منذ 23 سبتمبر الماضي. وتأتي هذه الغارات كجزء من محاولات إسرائيل لتحجيم قدرات حزب الله في سوريا ولبنان، وسط مخاوف متزايدة من نقل الأسلحة والمعدات القتالية عبر الحدود السورية إلى الأراضي اللبنانية. وأعلنت إسرائيل صراحة أنها تستهدف نقاطًا محددة في سوريا لمنع عمليات تهريب "الوسائل القتالية" التي تستخدمها الجماعات الموالية لإيران.
الأهمية الاستراتيجية للطريق بين دمشق وحمص
يعد الطريق الدولي بين دمشق وحمص شرياناً حيوياً يربط العاصمة دمشق بالمحافظات الشمالية والشرقية، ما يجعله ذا أهمية استراتيجية على الصعيدين العسكري والاقتصادي. وقد أدى قطعه بفعل الغارة الإسرائيلية إلى عرقلة حركة مرور الأفراد والشاحنات التي تنقل السلع والإمدادات. ويرى مراقبون أن استهداف هذا الطريق يؤثر بشكل مباشر على حركة التجارة والنقل بين المحافظات السورية، ويزيد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية والإنسانية داخل البلاد.
ردود فعل دولية ومخاوف من تصعيد إضافي
أثارت الغارة الأخيرة قلقاً دولياً، حيث دعا عدد من الدول إلى ضرورة ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد الذي يهدد استقرار المنطقة. وتشير تقارير حقوقية إلى أن استمرار الغارات قد يزيد من معاناة السكان المدنيين في سوريا، ويؤدي إلى تعطل وصول المساعدات الإنسانية، لا سيما في المناطق الحدودية القريبة من لبنان. كما نددت عدة منظمات إنسانية بالاستهداف المتكرر للمواقع التي تستخدم لتقديم الدعم والمساعدات للنازحين والوافدين.
0 تعليق