من أمام أروقة محكمة الأسرة بمنطقة الكيت كات، تروي فايزة أحمد، البالغة من العمر 33 عامًا، قصتها التي تفيض بالألم والمعاناة. مشهدٌ يجمع بين دموعها وأوراق قضائية تحمل أملاً في استعادة حقوقها وحقوق أطفالها.
قالت فايزة: "منذ زواجي قبل 11 سنة، وأنا أحاول جاهدة توفير حياة كريمة لأولادي، لكن زوجي لا يعرف سوى الإنفاق على نفسه". رغم أن زوجها يعمل سائق ميكروباص ويكسب ما يقارب 600 جنيه يوميًا، إلا أنه لا ينفق منها على المنزل ولو جنيهًا واحدًا، تاركًا فايزة تصارع أمواج الحياة وحدها.
البداية كانت وعوداً... ثم خيبة أمل
في بداية زواجهما، تركت فايزة منزلها مرارًا بسبب ضيق الحال، لكنها كانت تعود دائمًا تحت وعودٍ كاذبة من زوجها بتحسين الأوضاع. تقول وهي تتذكر بحسرة: "بعد عودتي، لم يتغير شيء. اضطررت لشراء ثلاجة مستعملة وسرير مكسور لأستطيع توفير أبسط احتياجات البيت، لأن زوجي كان يبيع أثاث المنزل من أجل ملذاته".
بين لعب القمار وإنكار الأبوة
فايزة لم تكن تتوقع أن يصل بها الحال إلى هذه الدرجة، خاصة بعد أن قام زوجها ببيع الشقة التمليك التي كانت تملكها الأسرة لينفق المال على القمار والمقاهي، بينما تظل هي وأطفالها يعانون من الجوع والفقر.
تتابع فايزة حديثها والدموع تنهمر من عينيها: "بعد عملي لتوفير احتياجات أولادي، زاد زوجي في إهماله، بل وافتعل المشاكل ليطردني من المنزل. عندما طلبت منه مساعدة لنقل أبنائنا إلى مدرسة قريبة، أجابني بكل برود: 'دول مش أولادي أصلاً'".
جمعي علب الكانز وصرفي على أولادك
لم تتوقف معاناة فايزة عند هذا الحد، فبعد رفض زوجها الإنفاق عليها وأبنائها، اضطرت للعمل في جمع علب الكانز من الشوارع لتأمين لقمة العيش لأطفالها الثلاثة. تقول وهي تحاول كتم دموعها: "أنا أقبض 50 جنيه يومياً، وهذه لا تكفي حتى لمصاريف المدرسة. اليوم رفعت قضية نفقة لأجل أطفالي، لكنني حتى لا أملك محاميًا".
النهاية... أم بداية جديدة؟
اليوم، تقف فايزة أمام محكمة الأسرة وهي تأمل في الحصول على حكم يضمن لأطفالها حقوقهم، بعيدًا عن التجاهل الذي عانته طوال سنوات. ربما تكون قصتها انعكاسًا لقصص الكثير من الأمهات اللواتي يُتركن لمواجهة مصيرهن وحدهن، في مجتمعٍ يحتاج إلى دعم أكبر لهذه الفئات المستضعفة.
في النهاية، ورغم كل الصعاب، تظل فايزة تحمل في قلبها الأمل في حياة أفضل لأبنائها، وأن يتمكنوا من تجاوز ما عانته هي في حياتها.
0 تعليق