القضاء الصربي يبت في تعنيف شاب مغربي من طرف حرس الحدود

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تدخلُ قضية الشاب المغربي شهيد بنعيسى، الذي تعرّض للاعتداء على يد القوات الصربية مطلع السنة الجارية، منعطفا جديدا، إذ من المرتقب أن يبت القضاء الصربي في ملفه الذي شهد دعم فعاليات مغربية مقيمة بأوروبا.

وبحسب مصادر تحدثت لهسبريس فمن المرتقب أن تنعقد، بعد غد الخميس، جلسة محاكمة اثنين من قوات حرس الحدود الصربية بمدينة بِيروت “Pirot” الواقعة وسطَ البلد الأوروبي ذاته، على أن يتكلّف المحامي الصربي ألادين سيموفيك بالدفاع عن الطرف المشتكي في هذه القضية.

وكشفت مصادر من داخل فرع منظمة “ثويزا” بألمانيا أن هذا يعتبر “تحركا مهما في قضية شهيد بنعيسى الذي تعرض للضرب على يد قوات أمن صربية، وفق ما أفاد به، ما شكّل لهُ عاهةً مستديمة، إذ من المنتظر أن يبت القضاء في مدى تورط متهمين في ارتكاب هذا الفعل في حق الشاب المغربي”.

وكان فرعُ المؤسسة ذاتها بألمانيا، الذي يسيّره فاعلون مدنيون مغاربة، تكفّل برعاية الشاب المغربي الذي لا يزيد عمره عن عشرين سنة منذ تعرضه للاعتداء من قبل قوات الأمن الصربية، عندما كان في إطار هجرة سرية إلى جانب شباب مغاربة آخرين وأجانب، مطلع السنة الجارية، وذلك سعيا إلى الوصول العمق الأوروبي.

وقامت المنظمة ذاتها وقتَها بالتكفل بالشاب وإخضاعه للرعاية الطبية بإحدى المصحات الخاصة بصربيا، ومساعدته على تركيب ساقين اصطناعيتين من أجل مساعدته على المشي، وذلك بعدما عاش “جحيما” بالحدود الصربية البلغارية، خصوصا أنه قضى أياما في البرد بعد واقعة الاعتداء عليه، في وقت لم يتم إسعافه باكرا، حسب ما حكاه المعني بالأمر. كما تم خلال هذه الفترة توفيرُ حصصٍ للترويض لفائدة الشاب المغربي وتمويل عملية تركيب رجلين اصطناعيتين له من قبل الفرع الألماني للمنظمة الإغاثية نفسها.

علاقة بالموضوع كشفت مصادر هسبريس أن المنظمة، وهي تشتغل على ملف شهيد بنعيسى، “انتقلت إلى إيطاليا من أجل تجميع الشهادات من لدن مغربي كان مرافقا له خلال رحلتهما من تركيا مرورا بالبَلقان؛ ولحسن الحظ أن الشاهدَ مازال يحفظ ملامح أفراد الحرس الحدودي الصربي الذين تدخلوا بعنف في حقّ الشاب المغربي”.

كما أشارت المصادر ذاتها إلى أنه “تم تكليف محامٍ صربي جدّ متمكن من أجل متابعة هذا الملف والنيابة عن موكله في هذا الصدد، وذلك من أجل ترتيب الآثار القانونية في حق مُعنّفيه، على اعتبار أنهم أعدموا أحلامه، إذ كان من بين الشباب التواقين إلى تحقيق مستقبلهم بأوروبا وترقية وضعية أسرهم اجتماعيا بالمغرب”.

وتُعوّل المصادر المدنية ذاتها على هذه الخطوة من أجل “البت الشامل في ملف شهيد بنعيسى وجبر ضرره، لاسيما أنه فقد رجليه الاثنتين، وهو ما أجهض مختلف تصوراته بخصوص بناء مستقبله بأوروبا”.

وكان الفتى المنحدر من إقليم الدريوش فصّل، في وقت سابق، في الحادثة التي تعرض لها بالحدود الصربية البلغارية، حيث كان بمعية مغاربة وأفراد آخرين ممن يتقاسمون الأفكار نفسها في رحلة نحو الداخل الأوروبي، وأشار وقتها إلى مسؤولية حرس الحدود الصربي عما تعرّض له من أذى، بما في ذلك تفتيشه إلى جانب رفاقه بطريقة قاسية وخلع ملابسهم، واصفا وضعه وقتها بـ”غير الإنساني”.

وكان بنعيسى أوضح أنه “بقي على هذا الحال لما يصل إلى أسبوع، إذ لم يكن يستطيع المشي، قبل أن يتم إسعافه ونقله إلى مستوصف مدينة بِيروت، إلا أنه لم تتم معالجته كما يجب، رغم أن وضع ساقيه كان يحتاج إلى تدخل عاجلٍ، وهو ما تم في ما بعدُ”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق