​​خاص | أمين صناعة ”المصريين“: إنجاز الكابل البحري «Africa-1» يعزز مكانة مصر كمركز رقمي محوري

بلدنا اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الاثنين 25 نوفمبر 2024 | 03:14 صباحاً

الدكتور خالد مهدي أمين لجنة الصناعة بحزب المصريين

كتب : محمد سعيد

شهدت الاتصالات العالمية تحولًا كبيرًا بفضل التقدم السريع في تكنولوجيا الكابلات البحرية، مما أدى إلى تعزيز الاتصال الرقمي بين القارات وتطوير الشبكات التجارية والتجارية الإلكترونية، وفي هذا السياق، يأتي نظام الكابل البحري «Africa-1» كإحدى المبادرات الحديثة التي تهدف إلى ربط دول الشرق الأوسط وإفريقيا بشبكات الاتصال العالمية، مع تحسين سرعة وكفاءة نقل البيانات عبر قارات عدة، ويتميز هذا النظام بإدخال تقنيات متطورة تدعم الجيل التالي من الإنترنت عالي السرعة وتعد بالكثير من الفوائد للدول المشاركة، ما يجعله مشروعًا استراتيجيًا لا يقل أهمية عن كونه بنية تحتية رقمية رئيسية، ويعد نظام الكابل البحري «Africa-1» مشروعًا متكاملًا للكابلات البحرية، وقد تم تصميمه ليمتد عبر مسافات طويلة تربط بين قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا، ويهدف المشروع إلى تحسين الاتصال الرقمي وتعزيز قدرة نقل البيانات بين الدول المشاركة فيه، ما يُسهم في دعم اقتصاديات المنطقة وتعزيز التعاون الرقمي والتكنولوجي بين تلك الدول، ويعتبر الكابل بمثابة شريان رقمي جديد يعمل على توفير اتصال عالي السرعة وموثوقية فائقة لخدمات الإنترنت والاتصالات.

الدول المشاركة في مشروع Africa-1

يضم مشروع الكابل البحري «Africa-1» مجموعة من الدول التي ترى في هذا المشروع فرصة لتعزيز البنية التحتية الرقمية الوطنية والإقليمية، وتشمل هذه الدول مصر، والمملكة العربية السعودية، وباكستان، وكينيا، وجنوب إفريقيا، والإمارات العربية المتحدة، وفرنسا، ودول أخرى على طول الساحل الشرقي لأفريقيا، ومن خلال هذا التعاون الدولي، تسعى الدول المشاركة إلى تحقيق اتصال مستقر وعالي السرعة، مما يدعم التواصل بين شعوبها ويساعد على تحسين البنية التحتية اللازمة لدعم الصناعات الرقمية الناشئة، ويتم تمويل هذا النظام من قبل ائتلاف «Africa-1» الذي يضم 8 شركاء رئيسيين هم الشركة المصرية للاتصالات، وشركة الجزائر للاتصالات، وشركة إي آند ”e&“ الاماراتية، ومجموعة ”G٤٢“، وشركة موبايلي السعودية، وشركة الاتصالات الباكستانية المحدودة، وشركة تيلي يمن، وشركة زين-عمانتل الدولية ”ZOI“.

التقنيات الحديثة المستخدمة في الكابل Africa-1

يعتمد نظام الكابل البحري «Africa-1» على أحدث التقنيات المتقدمة في مجال الكابلات البحرية، والتي تشمل استخدام كابلات الألياف البصرية المتقدمة التي توفر سعة نقل بيانات عالية، وتقنيات «التشوير البصري» لزيادة سرعة وأمان الاتصال، فضلًا عن تقنيات المرونة الشبكية التي تسمح بتحسين موثوقية الشبكة وتقليل زمن الاستجابة، كما يوفر النظام دعمًا لتقنيات «القنوات متعددة الأبعاد» التي تمكن من توزيع حركة البيانات بكفاءة أكبر، ما يعزز أداء الشبكة ويسهم في تقليل الانقطاعات، وتوفر هذه التقنيات المتقدمة فوائد جمة للدول المشاركة، حيث تعزز من قدرات الشبكات المحلية والإقليمية، مما يدعم سرعة الإنترنت ويتيح المجال لمزيد من الخدمات الرقمية المتقدمة، مثل خدمات الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، والتجارة الإلكترونية، كما يسهم النظام في تسهيل عمليات الاتصال الدولي وتحقيق دعم أكبر للشركات والمؤسسات التي تعتمد على الاتصال السريع لنقل البيانات، ما يُعزز من جاذبية الاستثمارات الأجنبية ويدعم النمو الاقتصادي.

إنزال الكابل البحري Africa-1 في مصر

ومؤخرًا، أعلنت الشركة المصرية للاتصالات، عن نجاح الإنزال الأول لنظام الكابل البحري «Africa-1» في مصر في نقطة إنزال رأس غارب على ساحل البحر الأحمر، ويعتبر إنزال الكابل خطوة استراتيجية حيث تتمتع مصر بموقع جغرافي مميز يربط بين ثلاث قارات، مما يجعلها نقطة رئيسية لتبادل البيانات، من المتوقع أن يُسهم هذا الكابل في تعزيز مكانة مصر كمركز محوري للاتصال في المنطقة، حيث سيدعم الكابل البنية التحتية الرقمية، ويُحسن من جودة الإنترنت في البلاد، ويعزز من فرص الاستثمارات الرقمية، ومن المخطط أن تكون هناك نقطة إنزال ثانية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويربط النظام البحري الذي تقوم شركة الكاتيل للكابلات البحرية بتصميمه وبنائه بين شرق إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب وسط آسيا وقارة أوروبا.

الاتصال الرقمي في المنطقة

وتعقيبًا على ذلك، قال الدكتور خالد مهدي، أمين لجنة الصناعة بحزب ”المصريين“، إن نجاح الإنزال الأول لنظام الكابل البحري «Africa-1» في نقطة إنزال رأس غارب على ساحل البحر الأحمر يٌعدّ خطوةً هامة لتعزيز موقع مصر كمركز محوري للاتصالات الرقمية في المنطقة، خاصة أن الكابل البحري «Africa-1» يعتبر أحد المشروعات الاستراتيجية التي تهدف إلى توسيع نطاق شبكة الاتصالات في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وربطها بالأسواق العالمية، مؤكدًا أن هذا المشروع سيقدم فوائد كثيرة، ليس فقط لتحسين الاتصال الرقمي في مصر، بل أيضًا لتطوير الاقتصاد الرقمي وتوسيع الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا.

فوائد هذا المشروع

وأضاف ”مهدي“ خلال تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم» أن نظام الكابل البحري «Africa-1» يمثل نقلة نوعية في مجال الاتصالات البحرية، حيث يوفر سعة كبيرة وسرعة عالية في نقل البيانات، ما يدعم التوجه نحو التحول الرقمي وتطوير الاقتصاد الرقمي، موضحًا أن هذا الكابل يعتمد على أحدث التقنيات في مجال الكابلات البحرية، والتي تمكن من نقل كميات ضخمة من البيانات بشكل أسرع وأكثر كفاءة، مشيرًا إلى أن هذه القدرات تعزز من جودة الإنترنت وموثوقيته في مصر، وتفتح الباب أمام المزيد من الخدمات المتقدمة، مثل الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى أن الكابل Africa-1 سيعود بفوائد مباشرة على المؤسسات والشركات المحلية، حيث يوفر سرعة اتصال محسنة واتصالًا عالميًا مما يسهم في تيسير العمليات الدولية ويسرع من وتيرة العمل، خاصة في القطاعات التي تعتمد بشكل أساسي على الاتصال السريع، مثل قطاع المال والأعمال، والتعليم الإلكتروني، والرعاية الصحية.

مكانة مصر كمركز رقمي إقليمي

وأوضح أمين لجنة الصناعة بحزب ”المصريين“ أن زيادة سرعة الاتصال وموثوقيته ستمكن أيضًا من تعزيز قطاع السياحة من خلال تقديم خدمات رقمية متقدمة للسياح، ومن بين الأهداف الرئيسية التي يسعى إليها مشروع Africa-1 هو تعزيز مكانة مصر كمركز محوري للاتصالات الرقمية في المنطقة، لا سيما أن موقع مصر الجغرافي يجعلها نقطة عبور مثالية بين إفريقيا وآسيا وأوروبا، فضلًا أن الاستثمارات في الكابلات البحرية مثل Africa-1 تسهم في تحويل مصر إلى محطة رئيسية لنقل البيانات، بما يعزز من قدراتها التنافسية كمركز للاتصالات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

توسيع شبكة الكابلات البحرية في مصر

وأشار إلى أن شبكة الكابلات البحرية توفر لمصر إمكانيات واسعة لتحسين عمليات التبادل الرقمي والاتصالات الدولية، مما يساعدها على استقطاب الاستثمارات الأجنبية والشركات الدولية التي تحتاج إلى بنية تحتية رقمية قوية، ومع هذا التقدم، تصبح مصر بمثابة مركز رقمي موثوق يوفر خدمات إنترنت عالية الجودة ومستدامة، مما يسهم في تحقيق رؤية مصر نحو التحول الرقمي ودعم الاقتصاد الرقمي، وعلى الرغم من نجاح مشروع «Africa-1»، فهناك خطط طموحة لتوسيع شبكة الكابلات البحرية في مصر، مشيرًا إلى أن هناك مبادرات مستقبلية تهدف إلى زيادة نقاط الإنزال على سواحل مصر، سواء على البحر الأحمر أو البحر المتوسط، مما يعزز من نطاق التغطية ويساعد في تحسين أداء الشبكة وتقليل زمن الاستجابة للبيانات.

​​​​​​​تطوير الكابلات البحرية

وأكد أمين صناعة "المصريين" أن هناك تعاونًا مع العديد من الشركات العالمية المتخصصة في تطوير الكابلات البحرية، وذلك بهدف إنشاء المزيد من الكابلات البحرية المتقدمة التي تستوعب الطلب المتزايد على خدمات الإنترنت والاتصالات في المنطقة، لافتًا إلى أهمية استمرار تحديث وتطوير البنية التحتية المحلية بما يتماشى مع أحدث التقنيات العالمية، حتى تتمكن مصر من تلبية احتياجات السوق المحلية والعالمية، مؤكدًا أن توسيع شبكة الكابلات البحرية سيساعد أيضًا في تعزيز جهود الدولة في بناء المدن الذكية والمجتمعات الرقمية، حيث تتطلب هذه المشاريع اتصالات سريعة وموثوقة لدعم الأنظمة الذكية والبنية التحتية التكنولوجية، ويعزز هذا التوجه القدرة على تقديم خدمات ذكية ومستدامة للمواطنين ويجعل مصر واحدة من الدول الرائدة في المنطقة في هذا المجال.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق