عام يرحل وعام يأتي

صدي العرب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ماذا‭ ‬نقول‭ ‬للأيام‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬علينا‭ ‬ليلاً‭ ‬ونهارًا‭ ‬ونحن‭ ‬أحيانًا‭ ‬نحقق‭ ‬أمانينا‭ ‬وأحيانًا‭ ‬تذهب‭ ‬أمانينا‭ ‬أدراج‭ ‬الرياح‭. ‬نقول‭ ‬لبعضنا‭ ‬إن‭ ‬الأيام‭ ‬تمر‭ ‬سريعًا،‭ ‬خصوصًا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬تواصلنا‭ ‬مع‭ ‬بعضنا‭ ‬بعضًا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نحقق‭ ‬أمانينا،‭ ‬نحسب‭ ‬الساعات‭ ‬وكأنها‭ ‬دقائق‭ ‬ونحسب‭ ‬الأيام‭ ‬وكأنها‭ ‬لحظات‭ ‬عابرة‭ ‬فيها‭ ‬الخير‭ ‬وفيها‭ ‬الشر،‭ ‬ونحن‭ ‬نأمل‭ ‬ونتفاءل‭ ‬وهو‭ ‬المطلوب‭ ‬منا‭ ‬فمهما‭ ‬شابت‭ ‬أيامنا‭ ‬المنغصات‭ ‬لكننا‭ ‬كبشر‭ ‬نتفاءل‭ ‬بالخير،‭ ‬وثقافتنا‭ ‬وقيمنا‭ ‬تقول‭ ‬لنا‭: ‬‮«‬تفاءلوا‭ ‬بالخير‭ ‬تجدوه‮»‬‭...‬

عام‭ ‬مضى‭ ‬أو‭ ‬قل‭ ‬هو‭ ‬يحسب‭ ‬خطواته‭ ‬الأخيرة‭ ‬ليفارقنا‭ ‬ونحن‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬عانينا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المآسي‭ ‬والصعاب‭ ‬والآلام‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬لأشقائنا‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬عربية‭ ‬وإسلامية‭ ‬شقيقة‭ ‬وصديقة‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتألم‭ ‬ونرثي‭ ‬لحالنا‭ ‬وما‭ ‬آليت‭ ‬إليه‭ ‬مصائرنا،‭ ‬فنحن‭ ‬بشر‭ ‬خلقنا‭ ‬لا‭ ‬لأن‭ ‬نكون‭ ‬لأنفسنا‭ ‬وإنما‭ ‬خلقنا‭ ‬لنكون‭ ‬عونًا‭ ‬لأهلنا‭ ‬وأشقائنا‭ ‬وأصدقائنا‭ ‬ولمن‭ ‬تربطنا‭ ‬بهم‭ ‬علاقات‭ ‬ودية‭ ‬ومصالح‭ ‬مشتركة‭ ‬وعقيدة‭ ‬دينية‭ ‬وعلاقات‭ ‬إنسانية‭ ‬مقدرة‭... ‬فقديمًا‭ ‬قيل‭ ‬لنا‭ ‬ونحن‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬مقتبل‭ ‬العمر‭ ‬عندما‭ ‬نجتمع‭ ‬في‭ ‬مجالس‭ ‬العائلة‭ ‬أو‭ ‬مجالس‭ ‬أهل‭ ‬الحي‭: ‬‮«‬اجعل‭ ‬لك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أرض‭ ‬بيت‮»‬‭ ‬ولم‭ ‬نعلم‭ ‬بالتحديد‭ ‬المقصود‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬تجرأنا‭ ‬بالسؤال‭ ‬لأجدادنا‭ ‬وآبائنا‭ ‬ماذا‭ ‬تعنون‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬بيت؟‭! ‬فيتبرعون‭ ‬بالقول‭: ‬نحن‭ ‬نعني‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أرض‭ ‬تغشاها‭ ‬أو‭ ‬تزورها‭ ‬صديق،‭ ‬فهو‭ ‬كالبيت،‭ ‬وبالفعل‭ ‬في‭ ‬زمانهم‭ ‬لم‭ ‬يعرفوا‭ ‬الفنادق‭ ‬والشقق‭ ‬للإيواء‭ ‬عند‭ ‬زيارتهم‭ ‬لأهلهم‭ ‬أو‭ ‬أصدقائهم‭ ‬في‭ ‬أقطار‭ ‬أخرى‭ ‬وكان‭ ‬بيت‭ ‬من‭ ‬يقصدونهم‭ ‬بالزيارة‭ ‬بمثابة‭ ‬مكان‭ ‬الإيواء‭ ‬الذي‭ ‬ينزلون‭ ‬فيه‭ ‬وصاحب‭ ‬الضيافة‭ ‬يقوم‭ ‬بالواجب‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬أهل‭ ‬الحي‭ ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬زيارة‭ ‬الضيف‭ ‬يقومون‭ ‬بواجب‭ ‬الإيواء‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬إيصال‭ ‬المؤونة‭ ‬للجار‭ ‬الذي‭ ‬استضاف‭ ‬من‭ ‬لجأ‭ ‬إليه،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬قصدهم‭ ‬وقتها‭ ‬قضاء‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬المقصود‭ ‬هو‭ ‬تعريز‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والأخوية‭ ‬والإيمان‭ ‬بأن‭ ‬الصداقة‭ ‬الحقة‭ ‬تفرض‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتشارك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يساعدنا‭ ‬على‭ ‬العيش‭ ‬بأمن‭ ‬وسلام‭.. ‬ونحن‭ ‬نتمعن‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬المعاصرة‭ ‬نقول‭ ‬وبملء‭ ‬فينا‭: ‬كم‭ ‬كان‭ ‬الأجداد‭ ‬والآباء‭ ‬على‭ ‬حق،‭ ‬فهم‭ ‬بفطرتهم‭ ‬وبالقيم‭ ‬الراسخة‭ ‬في‭ ‬مجتمعهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بواجب‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬والمشاركة‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يصون‭ ‬وجودهم‭ ‬ويحفظ‭ ‬عليهم‭ ‬معيشتهم‭ ‬ويديم‭ ‬المعروف‭ ‬بينهم‭ ‬ويؤصل‭ ‬الصداقة‭ ‬الحقة‭ ‬والأخوة‭ ‬الواجبة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬فيهم،‭ ‬فهم‭ ‬كانوا‭ ‬يؤمنون‭ ‬بأن‭ ‬المجتمع‭ ‬كتلة‭ ‬واحدة‭ ‬والأفراح‭ ‬واحدة‭ ‬والألم‭ ‬عندما‭ ‬يحل‭ ‬بالآخر‭ ‬هو‭ ‬ألم‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬الأخرون‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬أمثالنا‭ ‬تجسد‭ ‬ذلك‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬تربط‭ ‬أصبعك‭ ‬الكل‭ ‬ينعت‭ ‬له‭ ‬دواء‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬بساطته‭ ‬يؤكد‭ ‬بأن‭ ‬الألم‭ ‬واحد‭ ‬والمصاب‭ ‬يشعر‭ ‬الآخرين‭ ‬بواجب‭ ‬المشاركة‭ ‬والأخذ‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يقاوم‭ ‬المرض‭ ‬منفردًا؛‭ ‬فالمشاركة‭ ‬المجتمعية‭ ‬واجبة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬

ونحن‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬الحاضر‭ ‬مرت‭ ‬أمتنا‭ ‬بظروف‭ ‬قاسية‭ ‬تألمنا‭ ‬لها‭ ‬جميعًا‭ ‬وتنادت‭ ‬الأصوات‭ ‬المخلصة‭ ‬بضرورة‭ ‬التكاتف‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬والتعاون‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬الخير‭ ‬للأمة‭ ‬وتقديم‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬المساعدة‭ ‬والعون،‭ ‬ولم‭ ‬ينتهي‭ ‬عند‭ ‬ذلك‭ ‬بل‭ ‬لازال‭ ‬الطريق‭ ‬طويلاً‭ ‬وبقاء‭ ‬أهلنا‭ ‬وأبناء‭ ‬أمتنا‭ ‬بأمن‭ ‬وسلام‭ ‬غاية‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬غيور‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬أمته‭ ‬وأبناء‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬شرقًا‭ ‬وغربًا‭ ‬شمالًا‭ ‬وجنوبًا،‭ ‬ونحن‭ ‬نودع‭ ‬عامنا‭ ‬ونستقبل‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬حقنا‭ ‬أن‭ ‬نأمل‭ ‬الخير،‭ ‬وأن‭ ‬تشحذ‭ ‬همم‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬للخير‭ ‬والنماء‭ ‬والبناء،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬أوشك‭ ‬على‭ ‬الانقضاء‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فيه‭ ‬إنجازات‭ ‬منفردة‭ ‬أو‭ ‬مجتمعة‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬زخر‭ ‬بإنجازات‭ ‬مشرفة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والثقافي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والرياضي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والتطلعات‭ ‬نحو‭ ‬العام‭ ‬2030‭ ‬والعام‭ ‬2050،‭ ‬لرؤية‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬تظل‭ ‬الأمل‭ ‬والرجاء‭ ‬وبما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬وطنية‭ ‬مخلصة‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬المواطن‭ ‬الهدف‭ ‬والغاية‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬يتحمل‭ ‬عبء‭ ‬المستقبل‭ ‬لخير‭ ‬الأوطان‭.‬

سنظل‭ ‬نحلم‭ ‬بالخير‭ ‬ونتفاءل‭ ‬بما‭ ‬ينفع‭ ‬الناس‭ ‬ونعمل‭ ‬جاهدين‭ ‬ومتضامنين‭ ‬لخير‭ ‬أمتنا‭ ‬ومستقبلها‭ ‬وسنظل‭ ‬يقظين‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬الأيام‭ ‬من‭ ‬مفاجآت‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بتعاوننا‭ ‬وجهدنا‭ ‬وتضحياتنا‭.‬

تحمل‭ ‬الأجداد‭ ‬والآباء‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬أن‭ ‬يتركوا‭ ‬لنا‭ ‬الأوطان‭ ‬عزيزة‭ ‬الجانب‭ ‬متعاونة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يمد‭ ‬اليد‭ ‬للوفاء‭ ‬والإخلاص‭ ‬والبذل‭ ‬والعطاء‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أيامهم‭ ‬وردية‭ ‬خالصة‭ ‬وإنما‭ ‬آمنوا‭ ‬بأن‭ ‬لكل‭ ‬مشكلة‭ ‬حل‭ ‬ولكل‭ ‬ضائقة‭ ‬مخرج‭ ‬ولكل‭ ‬داء‭ ‬دواء،‭ ‬وآمنوا‭ ‬بقدراتهم‭ ‬وإمكاناتهم‭ ‬وتعاونوا‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضًا‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬النماء‭ ‬والبناء‭ ‬وخير‭ ‬الأوطان‭.. ‬تحملوا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأجيال‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء‭ ‬تتغير‭ ‬الظروف‭ ‬وتتبدل‭ ‬المصالح‭ ‬ويظل‭ ‬الإنسان‭ ‬قويًا‭ ‬وثابتًا‭ ‬طالما‭ ‬آمن‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬ناصر‭ ‬كل‭ ‬مظلوم‭ ‬ومؤيد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ضاقت‭ ‬به‭ ‬الدنيا‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بالبذل‭ ‬والعطاء‭ ‬والتوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬نخطوها‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬نقوم‭ ‬به‭ ‬لخير‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭.‬

نعم‭ ‬نستقبلك‭ ‬يا‭ ‬عامنا‭ ‬الجديد‭ ‬2025‭ ‬وكلنا‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬تكاتفنا‭ ‬وتعاوننا‭ ‬وبذلنا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خير‭ ‬أمتنا‭ ‬وشعوبنا،‭ ‬والخير‭ ‬فيما‭ ‬اختاره‭ ‬الله،‭ ‬وعليه‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬نتوكل‭ ‬مع‭ ‬إيماننا‭ ‬بقدرة‭ ‬أمتنا‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬المحن‭ ‬والعقبات‭ ‬بتكاتفنا‭ ‬وتعاوننا‭ ‬وإيماننا‭ ‬الصادق‭ ‬بأن‭ ‬ولاة‭ ‬الأمر‭ ‬والقادة‭ ‬يسعون‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬أوطاننا‭ ‬وشعوبنا‭ ‬ونحن‭ ‬نعمل‭ ‬جاهدين‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬يد‭ ‬تمتد‭ ‬لخير‭ ‬الوطن‭ ‬والأمة‭ ‬وإن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬ننجز‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬لأن‭ ‬الدال‭ ‬على‭ ‬الخير‭ ‬كفاعله‭ ‬ولنكن‭ ‬فاعلين‭ ‬لخير‭ ‬أوطاننا‭ ‬وأمتنا‭ ‬ومنه‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬نستمد‭ ‬العون‭ ‬ونتوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬نخطوها‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬فبتكاتفنا‭ ‬ولحمتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬نحقق‭ ‬ما‭ ‬نصبو‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬استقرار‭ ‬وأمن‭ ‬ونماء‭ ‬وبناء‭ ‬ولنترك‭ ‬لأجيالنا‭ ‬كل‭ ‬الخير‭ ‬الذي‭ ‬به‭ ‬يحيون‭ ‬حياة‭ ‬آمنة‭ ‬مطمئنة‭ ‬وادعة‭. ‬

وعلى‭ ‬الخير‭ ‬والمحبة‭ ‬نلتقي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق