بعد أيام من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، اندلعت اشتباكات عسكرية دامية بين الجيش السوري وفصائل مسلحة أسفر عنها مقتل نحو 150 شخص، توقيت التصعيد يطرح تساؤلات حول قيام القوات المعارضة للنظام السوري بشن هجوم بمباغت كهذا فما أهدافه من هذه الضربات التي تتزامن مع خفض التصعيد على الجبهة اللبنانية؟!!
ارتفاع عدد القتلى في اشتباكات عسكرية في سوريا إلى 150
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن التصعيد العسكري أدى إلى سقوط 150 قتيلاً من الجيش السوري والفصائل المسلحة بمعارك ريفي حلب وإدلب، في أسوأ معارك في شمال غرب البلاد منذ سنوات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن:" جماعة هيئة تحرير الشام الجهادية والفصائل المتحالفة معها شنت هجوما مفاجئا على الجيش السوري في محافظة حلب الشمالية يوم الأربعاء" ، مضيفاً إن: "حصيلة القتلى جراء المعارك الدائرة منذ 24 ساعة ارتفعت إلى 132، بينهم 65 مقاتلاً من هيئة تحرير الشام و18 من الفصائل الموالية لها و49 عنصراً من قوات النظام".
وتقع بعض الاشتباكات في منطقة تمتد بين محافظتي إدلب وحلب على بعد أقل من عشرة كيلومترات (ستة أميال) جنوب غرب ضواحي مدينة حلب.
وتسيطر هيئة تحرير الشام، التي يقودها فرع القاعدة السابق في سوريا، على مساحات كبيرة من منطقة إدلب شمال غرب البلاد وأجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية المجاورة.
وقال بيان عسكري نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن "التنظيمات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت ما يسمى جبهة النصرة الإرهابية المتواجدة في محافظتي حلب وإدلب شنت هجوما واسعا وكبيرا"، مضيفة إن:"الهجوم بالأسلحة المتوسطة والثقيلة استهدف قرى وبلدات آمنة ومواقعنا العسكرية في تلك المناطق".
فيما ذكر الجيش السوري أنه:"بالتعاون وأوقع خسائر فادحة في صفوف الجماعات المسلحة".
وقال المرصد إن هيئة تحرير الشام تمكنت من التقدم في محافظة إدلب، وسيطرت على بلدات داديخ وكفر بطيخ والشيخ علي "بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام بغطاء جوي روسي".
وأضاف المرصد أن "القرى تتمتع بأهمية استراتيجية بسبب قربها من الطريق الدولي M5"، مضيفا أن الفصائل التي سيطرت بالفعل على موقعين آخرين "تحاول قطع الطريق الدولي حلب دمشق".
وقال المرصد إن "الطائرات الحربية الروسية كثفت غاراتها الجوية"، مستهدفة محيط مدينة سرمين ومناطق أخرى في محافظة إدلب، بالتزامن مع "قصف مدفعي عنيف" وقذائف صاروخية.
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011 في سوريا تحول إلى صراع معقد اجتذب الجيوش الأجنبية، وأدى ذلك إلى مقتل أكثر من 500 ألف شخص ونزوح الملايين وإلحاق الضرر بالبنية التحتية والصناعة في البلاد.
وتخضع منطقة إدلب لوقف إطلاق النار - الذي انتهك مرارا وتكرارا ولكن لا يزال صامدا إلى حد كبير - بوساطة تركيا وروسيا حليفة دمشق بعد هجوم للحكومة السورية في مارس 2020.
0 تعليق