16 تريليون قدم مكعبة من الغاز تواجه مستقبلًا مجهولًا

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تواجه احتياطيات ضخمة من الغاز عقبات تمويلية، من شأنها أن تهدد طموحات استغلال إمكاناتها، وفق تحديثات قطاع الغاز عالميًا لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

هذه الاحتياطيات في غايانا التي تضغط على تحالف بقيادة إكسون موبيل للتوصل إلى خطة لتحويل احتياطياتها الغازية إلى صادرات قيّمة مثل الغاز المسال، أو التخلّي عن المناطق التي اكتُشِف الغاز فيها، حتى يمكن تطويرها من قبل آخرين.

وفي يونيو/حزيران المنصرم، اختارت غايانا شركة أميركية ناشئة غير معروفة، لصياغة وتطوير مشروعات لتحقيق الدخل من موارد الغاز الطبيعي الهائلة غير المستغلة، التي قد تكلّف ما يصل إلى 30 مليار دولار.

إلّا أن الشكوك تحوم حول قدرة شركة فولكروم إل إن جي (Fulcrum LNG) -التي تأسست منذ عام واحد فقط-، إذ تواجه عقبات تمويلية قد تعرقل اختيارها.

وفي النهاية، قد ينتهي الأمر بالبلاد إلى الاعتماد على تحالف بقيادة شركة إكسون موبيل، التي تسيطر على كل الإنتاج في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

احتياطيات الغاز في غايانا

تبلغ احتياطيات الغاز في غايانا نحو 16 تريليون قدم مكعّبة، ولكنها لم تُستغل حتى الآن.

واختارت غايانا شركة فولكروم، والتي قالت، إنها قدّمت "العرض الأكثر شمولًا والسليم من الناحية الفنية"، من بين 17 شركة تقدمت بعروض، بما في ذلك شركة النفط الصينية سينوك (CNOOC)، وشركة خطوط أنابيب الغاز الأميركية إنرجي ترانسفير (Energy Transfer)، وشركة تصدير الغاز المسال الأميركية فينتشر غلوبال إل إن جي (Venture Global LNG).

وقال مؤسس الشركة والمدير التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل، جيسوس برونشالو، إنه "يشعر بالسعادة والشرف" لاختياره "لتصميم وتمويل وبناء وتشغيل البنية الأساسية المطلوبة للغاز".

وأوضح المسؤولون في غايانا أنهم اختاروا "فولكروم"، دون تحديد ما إذا كانت قادرة على جمع الأموال اللازمة لاستغلال احتياطيات الغاز الهائلة.

وقال نائب رئيس غايانا بهارات جاغديو، إن اللجنة الفنية التي اختارت فولكروم كانت واثقة من قدرتها على جمع الأموال للمشروعات: "لقد أظهروا أنهم يمتلكون القدرة على جمع الأموال".

ومن جانبه، صرّح وزير الموارد الطبيعية، فيكرام بهارات، بأن خبرة برونشالو، الذي عمل لدى إكسون موبيل في غايانا وآسيا لمدة عقدين من الزمان للمساعدة في التفاوض على العقود، رجّحت الاختيار لصالحه.

وقال بهارات في مقابلة أُجريت معه خلال أكتوبر/تشرين الأول: "ليست لدينا الخبرة والقدرة في الحكومة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالغاز.. نتوقع أن تتمتع فولكروم بالقدرة والخبرة".

إنتاج الغاز في غايانا

لم تحدد شركة فولكروم -منذ ذلك الحين- أيّ داعمين ماليين، ما أثار الشكوك حول قدرتها على إنجاز مهمة إنتاج الغاز في غايانا، ودفع المسؤولين الحكوميين إلى وصف اختيارها الآن بأنه مؤقت، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال نائب رئيس غايانا بهارات جاغديو، في أكتوبر/تشرين الأول 2024: "لم يُمنح أيّ مشروع لأحد.. نحن في مرحلة استكشافية"، ما يمثّل تغييرًا عن وصف وزارة المالية لمنح العقد بوصفه من بين إنجازاتها الاقتصادية في العام الجاري (2024).

ومن جانبه، أكد الخبير الاقتصادي والمستشار لدى حزب المؤتمر الوطني الشعبي المعارض، إلسون لو، أن شركة فولكروم "تفتقر إلى الخبرة اللازمة والقدرة المثبتة على جمع النوع المطلوب من التمويل بمليارات الدولارات".

وقال خبير سوق الغاز المسال، الباحث في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، إيرا جوزيف، إنه سيكون "من الصعب للغاية" على شركة ناشئة جمع التمويل لمشروع بنية تحتية بمليارات الدولارات.

وأضاف: "لماذا لا تبني إكسون موبيل محطة الغاز المسال بنفسها؟ من الصعب للغاية جمع هذا النوع من المال لإنجاح المشروع، غايانا ستضطر إلى جلب إحدى الشركات الكبرى مثل توتال إنرجي أو شل".

إنتاج النفط والغاز في غايانا

اكتشف تحالف إكسون موبيل مع شركتي هيس الأميركية (Hess) وسينوك الصينية (CNOOC) أكثر من 11 مليار برميل من النفط قبالة سواحل غايانا منذ عام 2015، وأنتج 500 مليون برميل من الخام من مربع ستابروك منذ عام 2019، ما حوّل الدولة الصغيرة بين عشية وضحاها إلى منتج عالمي مهم للنفط.

حتى الآن، الاستعمال الوحيد المخطط له من قبل إكسون موبيل للغاز هو مشروع صغير لتوليد الكهرباء من الغاز، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وجرى تصوُّر مشروع تطوير الغاز بشكل مستقل بوصفه وسيلة لغايانا لإنشاء مصدر دخل جديد بعيدًا عن النفط، والذي يُصَدَّر بالكامل.

وقال مدير إكسون موبيل في غايانا، أليستير روتليدج، إن الشركة ستتخذ قرارًا بشأن استغلال الاكتشافات الأحدث التي تحتوي في الغالب على الغاز بحلول منتصف عام 2025.

وقال نائب رئيس غايانا بهارات جاغديو، إن شركة فولكروم "قد يكون لديها بيانات أفضل ومعرفة أكبر من الحكومة لدفع إكسون موبيل في هذا الاتجاه".

وأضاف أن غايانا تريد أن تعمل فولكروم مع إكسون موبيل، لكنها ستمضي قدمًا معها أو دونها، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

ومع ذلك، إذا لم تتخذ إكسون موبيل إجراءات بشأن الاكتشافات أو تبيع المساحة بالمزاد لآخرين على استعداد لتطوير الغاز، فقد تستعيد غايانا بعض الأراضي البحرية، كما أكد جاغديو.

كما قال: "لقد أشارت شركة إكسون موبيل إلى اهتمامها بتطوير الغاز، ولكن مع استمرار المحادثات، سنرى مدى الالتزام فيما يتعلق بالغاز".

انسحاب إكسون موبيل من مشروع جديد

في سياقٍ متصل، أعلن نائب رئيس غايانا، يوم الخميس (21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)، أن شركة إكسون موبيل وشركاءها انسحبوا من المفاوضات مع حكومة غايانا بشأن شروط استكشاف وتطوير منطقة نفطية في المياه الضحلة.

وقد فازت إكسون موبيل وهيس وسينوك بالمربع البحري "إس 8" في جولة عطاءات أطلقتها إدارة الرئيس عرفان علي في أواخر عام 2022، بخطوة لتنويع صناعة الطاقة في غايانا.

وكانت الشركات منخرطة في العام الجاري (2024) بمفاوضات بشأن الشروط غير المالية للمشروع، وفقًا لإكسون موبيل ومسؤولين حكوميين.

وقال نائب الرئيس بهارات جاغديو للصحفيين: "انسحبت إكسون موبيل.. أرادوا استعمال المنطقة لالتقاط الكربون وتخزينه، ولا نريد أن نفعل ذلك في هذه المرحلة".

ومن جانبه، أكد وزير الموارد الطبيعية فيكرام بهارات أن الشريكين هيس وسينوك انسحبا أيضًا من المحادثات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. أزمة تمويل تواجه تطوير احتياطيات الغاز في غايانا من وكالة رويترز.
  2. انسحاب إكسون موبيل من تطوير منطقة نفطية في المياه الضحلة من وكالة رويترز.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق