ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟ أهداف تتجاوز حزب الله إلى المدنيين

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهد لبنان السبت موجة من الغارات الإسرائيلية العنيفة، التي أسفرت عن مقتل 50 شخصًا على الأقل، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية.

 الغارات استهدفت بشكل رئيسي بيروت وضواحيها، حيث شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن إسرائيل "ستواصل التحرك بحزم" ضد حزب الله، ما يعكس استراتيجية جديدة تحمل دلالات تصعيدية.

بيروت تحت القصف: البسطة نموذجًا للدمار

استفاق سكان العاصمة اللبنانية على ثلاثة انفجارات مدوية عند الفجر، استهدفت منطقة البسطة المكتظة بالسكان في وسط بيروت. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن القصف أدى إلى مقتل 15 شخصًا وإصابة 63 آخرين، بينما تتواصل عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.

وفقًا للخبير العسكري جورج نادر، القائد السابق للفوج المجوقل بالجيش اللبناني، فإن هذه الغارات تعكس رغبة إسرائيل في كسر ما تبقى من خطوط حمراء باستهدافها قياديين في حزب الله بمناطق مأهولة بالسكان، مضيفًا أن هذا النهج يهدف إلى الضغط على حزب الله للقبول بوقف إطلاق النار بشروط إسرائيلية، رغم استبعاده لقبول الحزب بتلك الشروط.

الغارات الإسرائيلية: استهداف القيادات والضغط النفسي

أكد مفيد مرعي، الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي، أن الغارات التي طالت قيادات حزب الله ليست جديدة، لكنها توسعت مؤخرًا لتشمل بيروت بعد استهدافات سابقة جنوب لبنان. وأوضح مرعي أن هذا النهج العسكري يهدف إلى إضعاف معنويات مقاتلي الحزب وتقويض قدرتهم على تنفيذ العمليات.

وأشار إلى أن استبدال القيادات داخل حزب الله يشكل تحديًا كبيرًا للحزب، حيث لا يتمتع القادة الجدد بالكفاءة نفسها، مما يعرقل اتخاذ القرارات وتنفيذها بفعالية. وأكد أن غالبية القيادات المؤثرة ليست لبنانية، بل تأتي مباشرة من إيران، وهو ما يعكس الأبعاد الإقليمية للصراع.

دعوات لتجنب المناطق المدنية

دعا الخبير العسكري جورج نادر حزب الله إلى تجنب تمركز قياداته في المناطق المدنية لتفادي استهداف المدنيين الأبرياء، مقترحًا نقلهم إلى الجنوب لمواجهة إسرائيل بشكل مباشر. لكنه أشار إلى أن الردود الصاروخية الأخيرة من حزب الله لم تكن فعالة أو بمستوى يوازي حجم القصف الإسرائيلي، مما يشير إلى تراجع تأثير الرد العسكري للحزب.

نادر أعاد التذكير بتصريحات الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله حول "ردع" تل أبيب إذا تعرضت الضاحية الجنوبية للقصف، لكنه أشار إلى أن الردود الأخيرة كانت محدودة التأثير، مما يعكس تغيّرًا في موازين القوى.

استراتيجية إسرائيل العسكرية: مراحل تصعيد واضحة

منذ أواخر سبتمبر 2023، أعلن الجيش الإسرائيلي تحويل ثقله العسكري إلى الجبهة الشمالية مع لبنان، مستهدفًا بشكل ممنهج معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية وبقية مناطق الجنوب اللبناني. ويرى مرعي أن إسرائيل تعمل وفق خطة عسكرية متعددة المراحل، تبدأ بالسيطرة على القرى التي كان يسيطر عليها حزب الله، ثم القضاء على تهديد الصواريخ المضادة للدبابات، وأخيرًا التوسع نحو نهر الليطاني لتأمين منطقة عازلة.

إيران في المشهد: دور محوري في إدارة المواجهة

يشير مرعي إلى أن طهران تلعب دورًا رئيسيًا في إدارة عمليات حزب الله، حيث يوجه المستشارون الإيرانيون الاستراتيجيات القتالية للحزب. ويؤكد أن الدعم الإيراني يعكس التزام طهران بالحفاظ على قوة حزب الله كذراع إقليمي لها، ما يجعل المواجهة أكثر تعقيدًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق