​​​​​​​ خاص | أمين صناعة ”المصريين“: الرورو“ جسر بحري جديد يغير خريطة التجارة في البحر الأبيض المتوسط

بلدنا اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ثورة في النقل البحري..

السبت 23 نوفمبر 2024 | 02:30 مساءً

الدكتور خالد مهدي

كتب : محمد سعيد

يستعد قطاع النقل البحري واللوجستيات لتدشين أحد أهم مشاريع النقل البحري المرتقبة، وهو خط النقل البحري ”الرورو“ الذي سيربط ميناء دمياط المصري بميناء تريستا الإيطالي، ويُعد هذا المشروع نقلة نوعية في قطاع النقل البحري والتجارة الدولية بين مصر وإيطاليا، لأنه يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي وتسهيل حركة التجارة بين البلدين.

ويستعرض "بلدنا اليوم" تفاصيل لنقل البحري ”الرورو“ وإمكانياته الجديدة للشحن عبر البحر الأبيض المتوسط باستخدام الشاحنات الجافة والمبردة، ويأتي هذا المشروع الطموح كنتيجة مباشرة للبروتوكول الموقع على هامش فعاليات معرض ومؤتمر النقل الذكي TRANS MEA المنعقد في مصر العام الماضي، الذي شهد توقيع اتفاقية تعاون بين هيئة ميناء دمياط وميناء تريستا الإيطالي.

ما هو خط الرورو؟

يُعرف خط النقل البحري ”الرورو“ (Roll-on/Roll-off) بقدرته على استيعاب الشاحنات والمركبات الثقيلة، حيث يتم تحميل الشاحنات مباشرة على السفن وتفريغها بسهولة في ميناء الوجهة، مما يسهم في تسريع عمليات النقل وتقليل التكاليف والوقت اللازم للوصول إلى الأسواق.

ومن المتوقع أن يسهم الخط الجديد في تحسين كفاءة نقل البضائع وتوسيع شبكة الطرق البحرية في المنطقة، وذلك في إطار سعي مصر الدؤوب لتحسين خدمات النقل البحري وتطوير البنية التحتية للموانئ بهدف دعم خطط التنمية المستدامة.

أهمية خط النقل البحري ”الرورو“

وتعقيبًا على ذلك، قال الدكتور خالد مهدي، أمين لجنة الصناعة بحزب ”المصريين“، إن خط ”الرورو“ البحري يُعد جزء من استراتيجية مصر لتعزيز دورها كمحور تجاري رئيسي في المنطقة وربط قارات العالم الثلاث "أفريقيا-آسيا-أوروبا".

وأضاف "مهدي"  خلال تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم» أن الحكومة المصرية ممثلة في وزارة النقل وهيئة ميناء دمياط أبدت اهتمامًا كبيرًا بتعزيز الروابط التجارية مع دول الاتحاد الأوروبي، ويُعد خط ”الرورو“ مع ميناء تريستا إحدى المبادرات التي تجسد هذا التوجه، ويمثل هذا المشروع حلًا مبتكرًا يلبي احتياجات الأسواق الأوروبية.

وتابع "مهدب" أن خط ”الرورو“ يساعد أيضًا في تخفيف الضغط على عمليات النقل البري ويوفر بديلًا صديقًا للبيئة يقلل من انبعاثات الكربون، مما يجعله خيارًا مفضلًا للشركات والمستوردين الذين يسعون إلى طرق شحن أكثر استدامة.

فرص التصدير والاستيراد

وأكد ”مهدي“ أن الخط البحري الرورو من المتوقع أن يجذب استثمارات جديدة للمنطقة من خلال إتاحة خيارات شحن مرنة ومتنوعة، كما يُتوقع أن يساهم في دعم الصناعات المحلية وتسهيل عملية تصدير المنتجات المصرية إلى أوروبا.

وأشار إلى أن المشروع يمثل فرصة فريدة للقطاعات الصناعية والزراعية في مصر، حيث سيتمكن المصدّرون من إرسال منتجاتهم عبر البحر بشكل منتظم وسريع، مما يعزز من تنافسية المنتج المصري في الأسواق العالمية.

العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي

وأوضح أمين لجنة الصناعة بحزب ”المصريين“ أن هذه الخطوة تُعدّ جزءًا من الرؤية الشاملة لتطوير قطاع النقل البحري في مصر، حيث تعمل الحكومة على تفعيل مشروعات متعددة تهدف إلى تحسين كفاءة الموانئ المصرية ورفع قدرتها الاستيعابية، مما يساعد في تحويل مصر إلى مركز لوجستي عالمي.

ووصف دعمه الكبير لهذا المشروع، بأنه خطوة إستراتيجية نحو تعزيز العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي وتسهيل حركة نقل البضائع بين البلدين، فضلًا أن هذا المشروع يأتي ضمن رؤية مصر الطموحة لتحقيق قفزة نوعية في قطاع النقل البحري.

التعاون بين الشركات المصرية والأوروبية

واستكمل  الدكتور ”مهدي“، أن المشروع الذي سيربط ميناء دمياط المصري بميناء تريستا الإيطالي، يمثل تطورًا لافتًا في تقديم حلول شحن أكثر كفاءة وسرعة ومرونة للشركات المصرية والأوروبية على حد سواء.

ولفت إلى أن خط الرورو الذي يعمل على تحميل الشاحنات الجافة والمبردة مباشرة على السفن وتفريغها في ميناء الوجهة سيساهم بشكل كبير في توفير الوقت والتكاليف اللازمة للشحن، مما يجعل التجارة بين مصر وإيطاليا أكثر تنافسية، مشيدًا بتوجه الحكومة المصرية لتعزيز التعاون التجاري مع دول البحر الأبيض المتوسط.

النقل المستدام

وأشار إلى أن المشروع يتماشى مع سياسة النقل المستدام، إذ يوفر بديلاً للنقل البري المكلف والمزدحم، ويحد من انبعاثات الكربون، مما يعكس التزام مصر بالتوجه نحو مشروعات صديقة للبيئة وداعمة للتنمية المستدامة، فضلًا أن خط الرورو يعكس حرص الحكومة على تعزيز قدرة الموانئ المصرية على استقبال الحاويات والشاحنات بمختلف أحجامها وأنواعها، لافتًا إلى أن ميناء دمياط يُعدّ واحدًا من الموانئ الرئيسية القادرة على تنفيذ هذا المشروع بنجاح بفضل بنيته التحتية المتطورة وتجهيزاته اللوجستية الحديثة.

الرورو والاستثمارات الأجنبية

وقال أمين صناعة ”المصريين“ إن المشروع سيدعم جذب الاستثمارات الأجنبية من خلال تحسين بيئة الشحن البحري، ويتيح فرصًا واعدة للقطاعات الصناعية والزراعية في مصر لتوسيع صادراتها إلى السوق الأوروبي بشكل أكثر انتظامًا وسلاسة، بالإضافة إلى أن المشروع سيعود بالنفع على الاقتصاد المصري بشكل عام، حيث يمكن أن يكون محفزًا لقطاعات مختلفة مثل الصناعات التحويلية والزراعة، إلى جانب أنه يدعم مبادرات التنويع الاقتصادي من خلال تعزيز الصادرات المصرية.

المنتج المصري تنافسية الأسواق الأوروبية

واختتم: تيسير الوصول إلى الأسواق الأوروبية سيعزز تنافسية المنتجات المصرية، ويساهم في تحسين ميزان المدفوعات من خلال زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، ولكن يجب توفير المزيد من الدعم للمشروع من كافة الجهات المعنية، من خلال تبني سياسات تكميلية لدعم خط الرورو من خلال تسهيل الإجراءات الجمركية وتحسين جودة الخدمات اللوجستية في الموانئ المصرية، بما يضمن تحقيق أقصى استفادة من المشروع، إلى جانب أن مثل هذه المشروعات الكبيرة تتطلب تعاونًا فعّالًا بين القطاعين العام والخاص لضمان استمرارية النجاح وتوسيع نطاق الفوائد المتوقعة وهو ما نطمح إليه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق