السودان على حافة الانهيار الشامل: تحذيرات دولية وإحصائيات صادمة

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حذرت منظمة المجلس النرويجي للاجئين من أن السودان يواجه "انهيارًا شاملًا" بسبب الحرب المستمرة منذ أبريل 2023. وأكد الأمين العام للمجلس، يان إيغلاند، في ختام زيارته للبلاد، أن "العد التنازلي نحو الانهيار التام في السودان" قد بدأ بالفعل. حيث يعيش أكثر من 20 مليون شخص في ظل العنف والجوع والنزوح القسري.

وأشار إيغلاند إلى أن السودان يعيش واحدة من "أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم"، محذرًا من تجاهل المجتمع الدولي للوضع الكارثي في البلاد. وأضاف: "قبل عشرين عامًا، تدخل زعماء العالم لوقف الحرب في دارفور، واليوم يتجاهلون مأساة تفوق أضعافها في الحدة والتأثير."

أزمة إنسانية غير مسبوقة: ملايين تحت وطأة الجوع والنزوح

تسببت الحرب في تشريد أكثر من ثلث سكان السودان، بينما فقد 18% من الأسر مصادر دخلها، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة. وتشير الإحصائيات إلى أن 70% من الأسر تعاني من انقطاع أطفالها عن التعليم، فيما تقلصت إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية إلى أقل من 15% من السكان.

كما انخفضت نسبة الأسر الحضرية التي تتمتع بالأمن الغذائي من 54% إلى 20% فقط. وأصبح أكثر من 76% من السكان يواجهون صعوبات حادة في الحصول على المساعدات الغذائية الأساسية، مما يجعل السودان واحدة من أكثر الدول تأثرًا بالجوع عالميًا.

 

الانهيار الاقتصادي: خسائر شهرية بمليارات الدولارات

سرعت الحرب من الانهيار الاقتصادي في السودان، حيث قدرت الخسائر الشهرية المباشرة بنحو 500 مليون دولار. وتراجع الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 70%، بينما فقد الجنيه السوداني أكثر من 400% من قيمته مقارنة بما كان عليه قبل الحرب.

وصلت معدلات التضخم إلى أكثر من 200%، في حين تضاعفت أسعار السلع الأساسية بنسبة تصل إلى 400%. هذه التحديات الاقتصادية تجعل من الصعب على البلاد استعادة استقرارها الاقتصادي حتى في حال انتهاء الحرب.

أوضاع أمنية متدهورة: انتشار الفوضى ومجازر يومية

تشير تقارير المجلس النرويجي للاجئين إلى مقتل أكثر من 61 ألف شخص في الخرطوم وحدها منذ بداية الحرب، فضلًا عن تشريد أكثر من 11 مليون شخص داخل السودان ونزوح 3 ملايين آخرين إلى الدول المجاورة.

كما تحرم الحرب 17 مليون طفل من التعليم، ويعاني 3.7 مليون طفل من سوء التغذية، بحسب تقارير اليونيسف. إلى جانب ذلك، خرجت 70% من المؤسسات الصحية عن الخدمة، مما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض المعدية على نطاق واسع.

سياسة "الأرض المحروقة": السودان في "السقوط الحر"

وصف يان إيغلاند سياسة الحرب الحالية في السودان بأنها "الأرض المحروقة"، مشيرًا إلى أن قرى بأكملها دمرت، ومدنيين أعدموا، ونساء تعرضن للعنف الجنسي، في مشهد يعكس وحشية الحرب وتبعاتها الإنسانية الكارثية.

وأكد إيغلاند على ضرورة التحرك الدولي السريع لإنقاذ السودان من الانهيار الشامل. وقال: "التأخير في اتخاذ الإجراءات والجهود الدبلوماسية غير الكافية لن تؤدي سوى إلى زيادة معاناة الشعب السوداني."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق