أقامت مجلة "مصر المحروسة"، لقاء بمركز سيا الثقافي، احتفاء بتجربة الباحث والكاتب حمدي سليمان في شعر الأطفال والدراسات الأنثروبولوجية، بمناسبة فوزه بجائزة اتحاد كتاب مصر، في التميز عن شعر الأطفال عن ديوانه "أريد أن أعرف أكثر"، وذلك ضمن فعاليات الصالون الثقافي الشهري للمجلة الإلكترونية التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.
شارك في اللقاء الكاتبة د. إيمان سند، الباحث كمال مغيث، الكاتب الصحفي أشرف عبد الشافي، وأدارته د. هويدا صالح، رئيس تحرير مجلة مصر المحروسة، بحضور الكاتبة د. صفاء النجار، مدير المركز، الروائي سعيد نوح، الناقد سيد الوكيل، الروائي صبحي موسى، ولفيف من الكتّاب والمثقفين.
استهلت الفعاليات بكلمة د. هويدا صالح، التي أدارت اللقاء، مرحبة بالحضور، ومهنئة الكاتب حمدي سليمان لحصوله على الجائزة.
وعن تفاصيل تجربته الإبداعية قائلة: عاش مهموما بالهوامش الثقافية، وجاءت تجربته الشعرية مختلفة، ويتضح ذلك من خلال قصائده التي يغلب عليها روح القصة، وتعتمد على النثر ذات الإيقاع الداخلي، وهذا أمر غير معتاد في شعر الطفل.
وأضافت "صالح" أن الكاتب حرص في كتاباته على تقديم العالم من منظور يتناسب مع وعي الطفل وفقا للمرحلة العمرية، فنجد أن ديوان "الديناصور والهدايا حجرية" الذي ناقش خلاله خصوصية البيئة الصحراوية وعلاقة الطفل بها، خرج فيه عن الشكل المألوف للسرد، بإعطاء الجد مَهمة الحكي في أدب الطفل، بدلا من الجدة.
كما أشادت "صالح" بالجماليات اللغوية للكاتب، كما جاء في ديوان "واحة الرُب الأسود"، الذي بدا في كتابته لقصائده وكأنه جزءا من المكان، وذلك نظرا لتفهمه لثقافة مجتمع الواحات والتغيرات الإنسانية التى تحدث فيه.
وتحدث الباحث كمال مغيث، عن ديوان "واحة الرُب الأسود" الصادر عن سلسلة "حكاية مصر" بقصور الثقافة، مشيرا أن الكاتب ناقش فيه قيمة العمل والإنتاج والقيمة الاقتصادية، موضحا مدى التناقض بين العزلة والعولمة، وبين التخلف والتقدم، وذلك من خلال البحث عن الأصيل في العادات والتقاليد في الواحات بهدف الحفاظ عليها خاصة حينما تتحول إلى منتجعات سياحية.
وأضاف "مغيث" أن الواحات تحتوي على أسرار لا تبوح بها إلا للمحبين فقط ومنهم حمدي سليمان، الذي استطاع أن يندمج مع أهلها بالبحث في أعماقها والكتابة عنها بموضوعية كعاشق أهل الهوامش والأطراف.
واختتم حديثه متناولا كتابات "سليمان" في الإسماعيلية، موطنه الأصلي، والتي كان لها أثر واضح في كتاباته.
من ناحيته، تحدث الكاتب الصحفي أشرف عبد الشافي، عن اللغة الشعرية في كتابات "سليمان"، وكيف تميزت بالسهولة والوضوح لتنقل القارئ من مكان إلى آخر في سياق فني راق، كما جاء في كتاباته التي قدمها بمصداقية وحب شديد عن تاريخ الإسماعيلية وعادات وتقاليد سكانها، الأمر الذي يدفع القارئ لعشق تلك المحافظة.
وتحدثت د. إيمان سند عن جماليات اللغة في كتابات سليمان، قائلة: لديه تجربة في الكتابة قليلة في الكم، لكنها غنية في الكيف، وكأنه يعطى علامات استرشادية لمن يأتي بعده لاستكمال دراسات وأبحاث ذات قيمة.
وتابعت حديثها بتقديم رؤية تحليلية لعدد من قصايد ديوان "أريد أن أعرف أكثر"، ومنها: "أنا الملك الأزرق" الذي تناول خلالها البحر من منظور العاشق الرومانسي، قصيدة "أحب اللعب" التي تشير إلى التكوين الطبيعي للطفل، وقصيدة
"أنا في الجنة" التي يروي فيها تفاصيل أحداث 25 يناير من منظور الطفل، وغيرها من القصائد التي قدمها وتتناسب مع الفئة العمرية من سن 10 أعوام وحتى 16 عاما بشكل جديد وغير نمطي، وكأنه يدعو الأطفال بعدم اللجوء إلى النمطية، والخروج منها إلى الاختلاف والتميز والتطوير.
واختتمت حديثها مهنئة المحتفى به، متمنية له دوام التوفيق.
وفي كلمته، أعرب "سليمان" عن سعادته بهذا التكريم، موجها الشكر إلى هيئة قصور الثقافة ومجلة مصر المحروسة وكل من ساهم في إعداد هذا اللقاء، ثم تحدث عن أهم أعماله الإبداعية ومنها: ديوان "واحة الرُب الأسود"، الذي تعرض إلى جدل كبير، حينما كان يُقرأ بدون تشكيل، موضحا أن "الرُب" هو نوع من أنواع العسل المستخرج والمصنوع من التمر، والمعروف أن الزيتون والبلح عنصرين أساسيين في المجال الاقتصادي بالواحات.
كما تطرق إلى تجربة "ما لم تقله البحيرة"، الصادر مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويتناول خلاله تاريخ الإسماعيلية وخصوصية أهلها، هذا بالإضافة إلى حديث عن ديوان "الديناصور والهدايا حجرية" الذي استوحى فكرته من الدراسات الأنثروبولوجيا التى قام بها، وديوان "أريد أن أعرف أكثر" الذي يعد تجربة تمردية على الواقع النمطي التقليدي للطفل.
واختتم حديثه بالتطرق إلى تجربته في الواحات حيث الاندماج مع المجتمع، ورصد العادات والتقاليد، وذلك نظرا لمخالطة أهلها لفترة زمنية طويلة.
ثم توالت المداخلات، ووجهت د. صفاء النجار، الشكر لمجلة مصر المحروسة على التعاون في إقامة ذلك اللقاء الثري، مهنئة "سليمان" على الجائزة ومسيرته الإبداعية.
وتحدث الروائي سعيد نوح عن الجانب الإنساني لسليمان وكيف استطاع تغيير مفهوم شعر الأطفال بتصويره الطفل المحب للحياة والطبيعة.
وأشار الروائي صبحي موسى أنه تكريم مستحق، وأثنى على فكرة الاحتفاء ضمن فعاليات صالون مصر المحروسة، كما تحدث عن مميزات الكتابة الشعرية في كتابات "سليمان" وكذلك دراساته في مجال الأنثروبولوجيا.
وفي مداخلته أشاد الناقد سيد الوكيل بالخبرة التى يتمتع بها "سليمان" خاصة في مجال دراسات الأنثروبولوجيا، مشيرا أن سيناء تحتاج إلى المزيد من الدراسات تخرج إلى النور من خلال مطبوعات يستفيد منها القراء.
فيما أثنت الكاتبة د. حنان إسماعيل على فكرة كتابة المرحلة العمرية على غلاف ديوان "أريد أن أعرف أكثر" وكذلك الأفكار التي قدمها للأطفال بشكل ممتع، وتساءلت هل الأطفال في سن المراهقة يتجهون إلى قراءة ديوان يحمل غلافه عبارة "للأطفال" خاصة وأنهم يعتبرون أنفسهم من فئة الكبار؟
والدكتور حمدي سليمان حصل على دكتوراه الفلسفة في العلوم الإنسانية عن تخصص الأنثروبولوجيا الثقافية بجامعة عين شمس، ويعمل باحثا بأطلس المأثورات الشعبية بوزارة الثقافة، وأستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بكليتي الآداب والتربية جامعة العريش، بالإضافة إلى أنه كاتب بعدد من الصحف والمجلات المصرية والعربية، وعضو مجلس تحرير مجلة الأطفال قطر الندى.
ومن أهم أعماله الشعرية المقدمة للأطفال: "البحر نايم" و"الديناصور والهدايا حجرية"، كما صدر له عدة كتب في مجال الأنثربولوجيا الثقافية من أبرزها: "الواحات البحرية.. من الجمل إلى اللاندكروسر"، وغيرها.
وتأتي أهمية الجائزة التي حصل عليها من اتحاد كتاب مصر عن ديوان "أريد أن أعرف أكثر" أنه يضم شعرا فصيحا للأطفال والناشئة، والمعروف أن هذا النوع الأدبي قليل في ثقافتنا العربية منذ أمير الشعراء أحمد شوقي، فالمعتاد كتابة القصص للأطفال، أما الشعر وخاصة الفصيح فهو قليل.
إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق