من الخرطوم إلى دارفور.. كيف وصل السودان إلى حافة الانهيار؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يمر السودان بواحدة من أسوأ أزماته السياسية والإنسانية منذ عقود. اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، زاد من تعقيد الوضع السياسي، وأدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية. وبينما يحاول المجتمع الدولي إيجاد حلول لوقف النزاع، اصطدمت الجهود بعقبات كثيرة، كان آخرها فشل مجلس الأمن الدولي في تمرير مقترح بريطاني لوقف إطلاق النار بسبب الفيتو الروسي.

هذا التقرير يرصد أبرز المحطات التي شكلت الأزمة السودانية وصولاً إلى المأزق السياسي الراهن.

البداية: مرحلة انتقالية متعثرة

أكتوبر 2021: دخل السودان في مرحلة حساسة عقب إعلان إجراءات استثنائية شملت إعادة هيكلة الحكومة الانتقالية وحل بعض مؤسساتها. هذه التطورات أدت إلى تصاعد التوترات بين الأطراف السودانية المختلفة، وأثرت سلبًا على جهود الانتقال الديمقراطي التي بدأت بعد توقيع الوثيقة الدستورية في عام 2019.

ديسمبر 2022: وقّع الجيش السوداني اتفاقًا إطاريًا مع الأحزاب السياسية تمهيدًا للعودة إلى الحكم المدني، لكنه ترك نقاطًا خلافية جوهرية مثل دمج قوات الدعم السريع في الجيش دون حل.

أبريل 2023: انهارت التفاهمات السياسية مع تفاقم الصراع على السلطة، واندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي).

تفاقم النزاع: من الخرطوم إلى دارفور

مع بداية القتال في أبريل، شهدت العاصمة الخرطوم دمارًا هائلًا نتيجة للقصف المتبادل بين الطرفين، ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من السكان.

مايو 2023: فشلت المفاوضات بوساطة أمريكية وسعودية لوقف إطلاق النار.

يونيو 2023: فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على أطراف النزاع وشركات تدعم العمليات العسكرية.

في دارفور، تفاقمت الأوضاع الإنسانية مع تسجيل عمليات إبادة جماعية وحصار مدن مثل الفاشر، ما دفع الأمم المتحدة إلى وصف الوضع هناك بـ"الكارثي".
 

دور المجتمع الدولي: محاولات متعثرة

أكتوبر 2023: أقر مجلس حقوق الإنسان قرارًا بإنشاء لجنة للتحقيق في الانتهاكات التي وقعت منذ بدء النزاع.

مارس 2024: أصدر مجلس الأمن قرارًا يدعو لوقف العنف، لكنه قوبل برفض الطرفين المتنازعين.

نوفمبر 2024: تقدمت بريطانيا وسيراليون بمقترح جديد أمام مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وحوار شامل. لكن روسيا استخدمت حق النقض (الفيتو)، معللة ذلك بأن المقترح يتجاهل دور الحكومة السودانية ويمنح أطرافًا أخرى شرعية غير مبررة.

تداعيات إنسانية كارثية

نزوح جماعي: أجبر الصراع أكثر من 11.3 مليون شخص على النزوح داخليًا وخارجيًا، ما جعله أكبر أزمة نزوح في العالم حاليًا.

أزمة غذاء: يعاني حوالي 26 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وأُعلنت المجاعة في بعض المناطق مثل مخيم زمزم بدارفور.

الصحة والتعليم: انهارت خدمات الصحة والتعليم في معظم المناطق المتضررة، ما يهدد جيلاً كاملاً بمستقبل مجهول.

الفيتو الروسي يعرقل الحل

الموقف الروسي: بررت روسيا موقفها بأن مشروع القرار "يتجاهل الحكومة السودانية الشرعية"، مؤكدة على ضرورة احترام السيادة الوطنية.

ردود فعل غاضبة: وصفت بريطانيا الفيتو الروسي بأنه "مخزٍ"، بينما اعتبرت الولايات المتحدة أن موسكو تعرقل الجهود الدولية لإنقاذ الأرواح.

الإمارات: أعربت عن خيبة أملها إزاء فشل تمرير القرار، داعية الأطراف السودانية إلى إنهاء الحرب والالتزام بحل سياسي.

المشهد الحالي: أفق مسدود

رغم الجهود الدولية المتكررة، يستمر الصراع دون أفق واضح للحل. يعتقد المراقبون أن الضغط الدولي قد لا يكون كافيًا ما لم تتفق الأطراف المتحاربة على وقف التصعيد وبدء حوار جاد.

استمرار المعارك: تتواصل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم ودارفور، فيما يظل المدنيون أكبر ضحايا هذا النزاع.

دعوات للحل: تسعى دول إقليمية مثل مصر وليبيا إلى التوسط بين الأطراف، لكن الانقسامات العميقة تجعل الوصول إلى تسوية أمرًا بالغ الصعوبة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق