الاثنين 18 نوفمبر 2024 | 05:15 مساءً
المصريين القدماء
زعمت دراسة حديثة أن المصريين القدماء كانوا روادًا في استخدام عقاقير ذات تأثير نفسي مثيرة للشهوة الجنسية، وأكدت أن هذه العقاقير استخدمت في طقوس دينية واجتماعية تعود إلى أكثر من 2000 عام. الدراسة، التي استندت إلى تحاليل كيميائية وجينية متقدمة، قدمت لأول مرة دليلاً علمياً على هذا الاستخدام، مستندة إلى أكواب تحمل صورة الإله المصري «بس».
خلطة فرعونية مثيرة جنسيًا
الإله «بس»، المعروف في الحضارة المصرية القديمة كرمز للحظ السعيد والحماية من الشر، كان محوراً رئيسياً لهذه الدراسة. الكؤوس التي تحمل صورته عُثر عليها في مواقع أثرية مختلفة، أبرزها منطقة سقارة القريبة من القاهرة. التحاليل الكيميائية لهذه الأكواب كشفت عن وجود مزيج معقد من المواد مثل العسل، السمسم، الصنوبر، عرق السوس، العنب، والكحول، بالإضافة إلى سوائل أخرى ذات تأثير نفسي قوي.
خلطة فرعونية مثيرة جنسيًا
البروفيسور ديفيد تاناسي، قائد فريق البحث وأستاذ التاريخ والأنثروبولوجيا في جامعة جنوب فلوريدا، أوضح أن هذا المزيج تم تحضيره بعناية ليشبه الدم، ما يشير إلى ارتباطه بطقوس تهدف لتعزيز الخصوبة واستحضار أساطير مصرية قديمة.
الدراسة أثارت تساؤلات عديدة حول طبيعة استخدام هذه المشروبات. هل كانت تُستهلك في الحياة اليومية أم خلال مناسبات دينية خاصة؟ الدكتور برانكو فان أوبن، أستاذ الفن اليوناني والروماني وعضو في فريق البحث، أشار إلى أن العلماء لطالما تكهنوا باستخدام الأكواب المزينة بصورة الإله «بس»، ولكن هذه الدراسة قدمت أول دليل علمي يربط بين محتويات الأكواب والطقوس المصرية القديمة.
البروفيسور تاناسي وفريقه استخدموا تقنيات تحليل متقدمة لتحديد «بصمة كيميائية» دقيقة لمكونات المشروبات. وأكدت النتائج وجود مواد ذات تأثير نفسي تهدف إلى إحداث هلاوس جنسية ضمن طقوس دينية استثنائية. هذه النتائج تضيف بُعداً جديداً لفهم الطقوس الروحانية والاجتماعية في مصر القديمة، خصوصاً في العصر اليوناني-الروماني.
الإله بس وعالم العقاقير
وفقاً للدراسة، يُعتقد أن هذه الطقوس كانت تُجرى في غرف مخصصة للإله «بس»، التي كانت موجودة بالقرب من مجمع الأهرامات بالجيزة. المنطقة، التي كانت جزءاً من مدينة ممفيس القديمة، شهدت العديد من الممارسات الروحانية التي ارتبطت بخصوبة الإنسان والطبيعة.
الدراسة لم تكتفِ بتسليط الضوء على تركيبة المواد المستخدمة، بل أكدت أن هذه الطقوس كانت تُمارس لتجسيد الأساطير المصرية القديمة بشكل عملي. البروفيسور تاناسي علّق قائلاً: «هذا البحث لا يكشف فقط عن مكونات مشروبات المصريين القدماء، بل يؤكد أن الأساطير المصرية كانت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية والطقوس الاجتماعية».
إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق