محاولات توغل إسرائيل في جنوب لبنان.. تدمير أم فرض سيطرة؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ظل تصاعد حدة المواجهات العسكرية على الحدود الجنوبية اللبنانية، تتجه الأنظار إلى محاولات إسرائيل للتوغل البري في مناطق استراتيجية من الجنوب اللبناني، مما يثير تساؤلات حول أهداف هذه العمليات وتداعياتها على الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة.

تشمل هذه التحركات محاولة توغل في قرى حدودية مثل شمع والظهيرة، وهي العملية البرية الأوسع منذ بداية التصعيد الحالي. وبينما تشدد إسرائيل على أهمية تعزيز مواقعها الدفاعية، يؤكد حزب الله أنه مستمر في مقاومة هذه العمليات، واصفًا إياها بأنها تعدٍ سافر على السيادة اللبنانية.

محاولات التوغل: استراتيجية إسرائيلية جديدة؟

يشير خبراء عسكريون إلى أن إسرائيل تتبع تكتيكات مغايرة عن مواجهاتها السابقة مع حزب الله، حيث تعتمد على قصف مكثف للنقاط الحاكمة والمواقع الحيوية قبل تنفيذ التوغلات البرية. ووفقًا للخبير العسكري اللبناني، العميد خالد حمادة، تهدف هذه العمليات إلى تقليل الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي، مع التركيز على تدمير البنية التحتية لحزب الله لإضعاف قدراته اللوجستية والعسكرية.

وأوضح حمادة أن إسرائيل لم تعد تسعى للسيطرة الجغرافية الواسعة، بل تركز على تحقيق أهداف استراتيجية تشمل إضعاف حزب الله ومنع تعزيز مواقعه، خاصة في القرى الساحلية مثل شمع وتيار حرفا.
 

الضغط على المدنيين: هدف إضافي للتوغلات الإسرائيلية

تستهدف إسرائيل من خلال عملياتها تهجير السكان من المناطق الحدودية، مما يزيد الضغط الاقتصادي والاجتماعي على الجنوب اللبناني. ويرى مراقبون أن هذه السياسة تهدف إلى تقليص الدعم الشعبي لحزب الله، وزيادة عزلة المناطق التي تُعتبر بيئة حاضنة للحزب.

وتُعد محاولات تهجير السكان جزءًا من استراتيجيات طويلة المدى تسعى إسرائيل إلى تطبيقها لخلق واقع جديد في الجنوب اللبناني، وهو ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من صعوبة عودة الحياة الطبيعية إلى هذه المناطق.

رد حزب الله: تكتيكات مرنة ومواجهة مستمرة

من جهته، يعتمد حزب الله على استراتيجية المقاومة المرنة، التي تركز على تنفيذ عمليات نوعية ضد القوات الإسرائيلية، مما يمنعها من تحقيق تقدم ميداني يُذكر. ويرى مراقبون أن الحزب يسعى لاستنزاف الجيش الإسرائيلي عبر توجيه ضربات مدروسة لمواقع حساسة، في محاولة للحفاظ على ميزان القوة على الجبهة الجنوبية.

وأعلن الحزب أن التصعيد الإسرائيلي لن يمر دون رد، مؤكدًا أنه سيواصل عملياته لصد محاولات التوغل والدفاع عن الأراضي اللبنانية.

التصعيد وأبعاده الإقليمية: بين الحرب والسلام

تُعد المواجهة الحالية على الحدود اللبنانية جزءًا من مشهد إقليمي أوسع، حيث تربطها مراقبون بالتوترات الناتجة عن الحرب الإسرائيلية في غزة والتصعيد العسكري المستمر مع إيران وحلفائها في المنطقة.

وتسعى أطراف دولية وإقليمية إلى تهدئة الأوضاع، لكن الغياب الواضح لأي حلول دبلوماسية شاملة يجعل التصعيد الحالي مرشحًا للاستمرار، خاصة في ظل الإصرار الإسرائيلي على استهداف حزب الله والبنية التحتية الحيوية في لبنان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق