هل تنجح بطاريات السيارات الكهربائية في تخزين الكهرباء؟

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يبدو أن تخزين الكهرباء في بطاريات السيارات الكهربائية يلوح في الأفق، بوصفه حلًا مبتكرًا يسهم في توسيع اعتماد هذه السيارات، ونشرها بوصفها "صديقة للبيئة".

وبحسب دراسة جديدة اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن استعمال السيارات الكهربائية لتخزين الكهرباء، وإعادة إرسالها إلى الشبكة، قد يوفر -قريبًا- لشركات الطاقة وسائقي السيارات في أوروبا مليارات اليوروهات سنويًا.

ويمكن للسيارات الكهربائية المجهزة بشحن ثنائي الاتجاه أن تعمل بوصفها "بطاريات تسير على عجلات" تسحب الكهرباء في أوقات العرض الزائد، وتعيدها عندما يكون الطلب أعلى.

وقد يساعد تخزين الطاقة المتجددة في بطاريات السيارات الكهربائية بدلًا من مرافق تخزين الكهرباء الثابتة، الاتحاد الأوروبي على توفير أكثر من 106.5 مليار دولار (100 مليار يورو) على مدى 10 سنوات.

ومع ذلك، شددت الدراسة -التي أجرتها منظمة النقل والبيئة (T&E)- على أن هذه الإمكانات قد لا تتحقق دون معايير مشتركة للاتحاد الأوروبي، لضمان التوافق بين جميع السيارات الكهربائية وأجهزة الشحن.

فوائد الشحن ثنائي الاتجاه

لتحقيق أهدافها في تحقيق الحياد الكربوني، تعمل دول الاتحاد الأوروبي على توسيع البنية التحتية للطاقة المتجددة باستعمال الألواح الشمسية وأنظمة طاقة الرياح.

ومع ذلك، فإن الطبيعة المتقطعة لهذه المصادر للطاقة تتطلب استعمال حلول تخزين الكهرباء التي تكون مكلفة في البناء والصيانة.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يعمل الشحن ثنائي الاتجاه عن طريق تزوّد المركبة الكهربائية بالطاقة إمّا للأُسَر (من المركبة إلى المنزل)، أو للشبكة (من المركبة إلى الشبكة).

ومن ثم، يُمكن أن تعمل السيارات الكهربائية -وهي عنصر أساس في انتقال الطاقة النظيفة- بوصفها نظام تخزين كهرباء لا مركزي من خلال تخزين الكهرباء الزائدة في بطارياتها، وإعادتها إلى الشبكة عندما يكون الطلب مرتفعًا.

وأوضحت الدراسة -التي نشرتها منظمة النقل والبيئة- أن هذا النهج يمكن أن يساعد الاتحاد الأوروبي في توفير 23.4 مليار دولار (22 مليار يورو) سنويًا بحلول عام 2040.

*(اليورو = 1.08 دولارًا أميركيًا).

وتقدّر الدراسة -أيضًا- أن هذا يمكن أن يساعد بتحقيق خفض بنسبة 8% في تكاليف تشغيل البنية التحتية للطاقة في الاتحاد الأوروبي، والمساعدة في توفير 106.5 مليار دولار (100 مليار يورو) بين عامي 2030 و2040.

وبفضل نظام "من المركبة إلى الشبكة"، يُمكن للاتحاد الأوروبي أيضًا تحسين قدرته على إنتاج الطاقة الشمسية بنسبة 40% أخرى.

ومن خلال تخزين الكهرباء الزائدة المولدة في البطاريات، يُمكن للسيارات الكهربائية أن تساعد في تلبية 9% من الطلب على الطاقة في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2040، ما يجعلها رابع أكبر مورّد للكهرباء دون الاستثمار في سعة التخزين.

توفير أموال هائلة

وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يُمكن أن يساعد استعمال الشواحن ثنائية الاتجاه مالكي السيارات الكهربائية في تقليل فواتير الكهرباء السنوية بنسبة 52%.

وتخضع هذه المدخرات للموقع، وحجم بطارية السيارة، وما إذا كان منزل مالك السيارة الكهربائية يحتوي على ألواح شمسية.

وعندما تُستوفى هذه الشروط، يُمكن لمالك السيارة الكهربائية توفير ما يصل إلى 780 يورو (839 دولارًا) سنويًا في تكاليف الشحن مع تحسين عمر بطارية السيارة.

وعلى عكس المخاوف الشائعة بشأن الشحن والتفريغ المستمر، فإن هذا النهج من شأنه أن يساعد حزمة البطارية في الاحتفاظ بحالة شحن مثالية وتحسين عمرها بنسبة تصل إلى 9%.

ونظرًا لأن تكلفة أجهزة الشحن ثنائية الاتجاه تزيد بمقدار 106.5 دولارًا (100 يورو) فقط عن أجهزة الشحن العادية للسيارات الكهربائية، يُمكن للاتحاد الأوروبي جني فوائد هذا النهج مجانًا؛ إذ ستُعوّض تكلفة الشاحن في غضون بضعة أشهر.

ومع ذلك، يجب على مصنّعي السيارات الكهربائية التأكد من أن أجهزة الشحن الخاصة بهم متوافقة، وتدعم تقنية "من المركبة إلى الشبكة".

وقال مدير سياسة المركبات في منظمة النقل والبيئة، فابيان سبيركا: "لا يمكن أن تنطلق تقنية من المركبة إلى الشبكة إلّا إذا تأكدنا من أن جميع السيارات الكهربائية يمكنها العمل مع جميع أجهزة الشحن".

وتابع: "يمكن للمشرّعين إطلاق العنان لإمكانات هذه التقنية من خلال تحديد معايير الاتحاد الأوروبي للشحن ثنائي الاتجاه.. سيكون هذا فوزًا للمستهلكين والبيئة والتقدم نحو أهداف المناخ والطاقة في الاتحاد الأوروبي".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق