مصممون يقترحون إيواء سكان غزة في "مساكن خفيفة"

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع اقتراب فصل الشتاء هل تساعد مساكن مصنوعة من الفطر في تخفيف البرد عن سكان قطاع غزة المقيمين في خيام؟ اقتراح طرحه مصمّمون عرب من ضمن عدد من الحلول المستدامة خلال معرض في دبي.

وترى ديما السروري، العضو في مبادرة “ريروت”، إن الهياكل خفيفة الوزن والدافئة ومتعددة الاستخدامات التي تعتمد على الفطر تشكّل بديلا جذابا للمخيمات التي تؤوي حاليا آلاف النازحين من غزة.

وقالت السروري خلال أسبوع التصميم في دبي، الذي ضمّ مجموعة من الابتكارات الصديقة للبيئة: “في الوقت الحالي هناك مشكلة ضخمة مع المآوي التي يحصلون عليها من المنظمات غير الحكومية”، وأضافت: “عندما يأتي الشتاء، عندما تمطر، عندما يكون الجو باردا جدا، فإنها لا تفي بالغرض”.

ويمكن زراعة الغزل الفطري، وهو الجزء الشبيه بالجذور من الفطريات، بمزجه مع مادة عضوية لتناسب قوالب مختلفة الأشكال، ما ينتج مادة بناء قوية يمكن زراعتها في أي مكان.

ولفتت الفلسطينية الخبيرة في التخطيط الحضري فلسطينية، وقد وقفت إلى جانب نموذج أولي لمأوى من الفطر، عبارة عن هيكل واسع مغلق به نوافذ وسقف مائل، إلى أن الغزل الفطري “مادة صحية لأنها طبيعية بالكامل”، وتشرح: “إنها مادة عازلة للحرارة وللصوت، وبالتالي يمكن أن توفّر الحل لظروف الطقس القاسية لحمايتهم من البرد القارس، وتؤمن بعض الخصوصية”.

ولم تكن مبادرة “ريروت” للمساكن الطارئة المثال الوحيد للتصميم العربي المستدام في المعرض السنوي الذي حصل مؤخرا في دبي.

في المدينة الزاخرة بناطحات سحاب شاهقة يدافع المهندس المعماري والمصمم الإماراتي عبد الله الملا عن نهج مختلف تماما: مبان خالية من الإسمنت ومصنوعة من مواد بناء يعاد تدويرها.

وتعاون الملا مع شركة “أوكسارا” السويسرية التي تصنع بديلا منخفض الكربون للإسمنت من نفايات البناء المعدنية، مثل الخرسانة المهملة من المباني المهدمة، وسعف النخيل لصناعة الأسقف.

وقال المهندس ذاته: “عندما أنظر إلى الماضي، لاسيما في المنطقة التي أعيش فيها، فإن الكثير من الهندسة المعمارية والتصميمات كانت تعتمد على إيجاد مواد من محيطك، ثم الابتكار والإبداع منها”، وأضاف أن النموذج يهدف إلى الردّ على “عالم الوفرة” الذي أصبح يميّز التصميم الحديث… “كلما أردت شيئا ما عليك شحنه عبر نصف الكرة الأرضية”.

“ليست ترفا”

بالإضافة إلى المنشآت الواسعة تمّ في أسبوع التصميم المستدام في دبي عرض أشياء أصغر حجما، بما في ذلك الأثاث المصنوع من مواد معاد تدويرها ودراجة نارية كهربائية مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد.

وطوّر فهيم خان، المصمّم المقيم في قطر، زجاجة تقلّل من استهلاك المياه أثناء الوضوء للصلاة لدى المسلمين.

وقالت إليف ريسيتوغلو، من أستوديو “إيزولا ديزاين” الذي يتخذ من ميلانو الإيطالية مقرا، ونظّم المعرض، إن الاستدامة “شيء جديد” للمصممين العرب، مضيفة أنهم “دمجوا ذلك في ثقافتهم”، وصمموا أشياء “لا يستطيع المصمم الغربي تصميمها بالفعل”.

واعتبرت السروري أن معالجة هذه القضايا “ليست ترفا”، رغم أن المنطقة تشهد صراعات وحروبا، وقالت: “بالنسبة لي أعتقد دائما أن أفضل طريقة للترويج للأنشطة هي من خلال عملك. ليس عليك أن تصرخ بصوت عال في الشوارع… في بعض الأحيان يمكن أن يكون الحلّ من خلال معرفتك وخبرتك ومشاركتها لحلّ تحديات الآخرين”.

وتعدّ الإمارات، وهي منتج رئيسي للنفط واستضافت مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب28” العام الماضي، واحدة من أكبر الدول التي ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد في العالم؛ كما أنها تقع في واحدة من أكثر المناطق حرارة في العالم، ما يجعلها عرضة بشكل خاص لتغيّر المناخ. ووفقا لبيانات المناخ ترتفع درجة حرارة الشرق الأوسط بمعدل أسرع بنحو ضعف المتوسط العالمي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق