السبت 16 نوفمبر 2024 | 01:27 مساءً

 أعلنت مؤسسة ناشونال جيوغرافيك عن اكتشاف أكبر مستعمرة مرجانية بحرية في العالم وهي ضخمة لدرجة يمكن رؤيتها حتى من الفضاء ويقع هذا الاكتشاف في جزر سليمان الواقعة في جنوب غرب المحيط الهادئ فكان المصور السينمائي مانو سان فيليكس في رحلة استكشافية تحت الماء في أكتوبر 2024 واكتشف عن طريق الصدفة مستعمرة ضخمة من الشعاب المرجانية كانت مخفية عن الأنظار لسنين طويلة

وكان سان فيليكس لاحظ من سطح الماء هيكلًا غريبًا بدا له وكأنه حطام سفينة قديمة ولكنه قرر الغوص لمزيد من التحقيقات ليجد أنه ليس حطامًا بل أكبر مستعمرة مرجانية تم اكتشافها على الإطلاق وتمتد هذه المستعمرة على مساحة هائلة تصل إلى 34 مترًا عرضًا و32 مترًا طولًا وهي أكبر بثلاث مرات من الرقم القياسي السابق لأكبر مستعمرة مرجانية ويقدر العلماء أن عمر هذه الشعاب المرجانية يتراوح بين 300 إلى 400 عام فتكون شاهدًا حيًا على تاريخ المحيطات وحالة البيئة البحرية على مر العصور

وتتكون هذه المستعمرة التي أطلق عليها العلماء اسم "مرجان لوح الكتف" من نحو مليار من الشعاب المرجانية المتطابقة وراثيًا فيجعلها عبارة عن بنية واحدة متكاملة وبالرغم من حالة المرجان الصحية الممتازة حاليًا إلا أن الباحثين عبروا عن قلقهم والتهديدات التي تواجه الشعاب المرجانية بشكل عام مثل ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات والصيد الجائر الذي يهدد سلامة النظام البيئي البحري

ويشير هذا الاكتشاف إلى ضرورة تعزيز الجهود الدولية لحماية المحيطات من التلوث والأنشطة البشرية التي تهدد وجود هذه الأنظمة البيئية الهامة وتعد جزر سليمان واحدة من المناطق ذات التنوع المرجاني العالي في العالم فتحتضن ثاني أكبر تنوع من الشعاب المرجانية في العالم

ووصف المستكشف في "ناشونال جيوغرافيك" الاكتشاف قائلاً: "عندما نعتقد أننا وصلنا إلى آخر الحدود في الاكتشافات الطبيعية تظهر لنا عجائب من هذا النوع مثل اكتشاف أطول شجرة في العالم" وأضاف أن هذا الاكتشاف يعد نقطة تحول في فهمنا للتنوع البحري ويشجع الكثير من العلماء والمجتمعات العالمية للتركيز على حماية الشعاب المرجانية

وأكد الباحثون إلى أهمية هذه الشعاب المرجانية ليس فقط من الناحية البيئية بل من الناحية الاقتصادية والاجتماعية حيث تمثل مصدرًا مهمًا للموارد البحرية للكثير من المجتمعات المحلية في جزر سليمان وتعتبر الشعاب المرجانية أيضًا حواجز طبيعية تحمي السواحل من العواصف والأمواج وهو ما يجعلها ضرورية للحفاظ على استقرار البيئات البحرية

ويعد اكتشاف أكبر مستعمرة مرجانية في العالم بمثابة تذكير قوي بأهمية المحيطات في دعم الحياة على كوكب الأرض وأهمية العمل المشترك لحمايتها للأجيال القادمة