الدماء أغرقت المكان، وأشلاء الجثة تناثرت في أنحاء المنطقة.. أصوات الصراخ والفزع ضجت من هول المشهد.. هكذا كان جانبا من المشهد البشع الذي شهدته جزيرة أبوصالح، التابعة لمحافظة بني سويف، بعدما أقدم شاب في مقتبل عمره على قتل عمه وسفك دمائه، بسب خلافات حول الميراث لتُطابق هذه الجريمة المروعة المقولة الشعبية الشهيرة "الدم بقى مية".

في هذه الجريمة المشينة كانت «لعنة الميراث» كالوقود الشيطاني الذي تسبب في أزمة بين شاب (القاتل) وعمه المجني عليه، حيث احتد الخلاف بينهما بسب خلافات مالية «ميراث سيارة»، أعمى الشيطان أعين الشاب وختم على قلبه، وقتل عمه ظنا منه أنه بهذا الفعل سيلوذ بالإرث الملعون.

سقط العم القتيل غارقا في بركة دماء والتف سكان المنطقة والمارة حول مسرح الجريمة البشعة، وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن بني سويف على موعد مع إشارة لاسلكي لغرفة النجدة، بشأن مقتل أحد المواطنين بقرية جزيرة أبوصالح.

وما هي إلا لحظات قليلة وضجت «سرينة» سيارات الشرطة والإسعاف التي توجهت إلى موقع البلاغ، في محاولة لإنقاذ المجني عليه، ولكنه كان قد فارق الحياة متأثرا بجروحه.

وبإجراء التحريات تبين أن المتهم أقبل علي قتل عمه وذلك لوجود خلافات مالية بينهما حول ميراث سيارة، وتمكنت قوة أمنية من إلقاء القبض علي القاتل وإيداعه خلف القضبان لينال جزاء ما اقترفته يداه وظل يصرخ نادما على تلطخ يده بالدماء وضياع مستقبله ولكن لا ينفع الندم بعد فوات الأوان .

تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى مساعد وزير الداخلية اللواء أسامة جمعة، مدير أمن بنى سويف إخطارا من اللواء محمد الخولى مدير البحث الجنائى، مفاده مقتل مواطن بقرية جزيرة أبو صالح بدائرة مركز ناصر.

وعلى الفور تحركت قوة أمنية من وحدة مباحث مركز ناصر، برئاسة المقدم شريف جمال رئيس المباحث ومعاونيه، إلى محل الواقعة، وتم إجراء التحريات للوقوف على أسباب الجريمة.

وبإجراء التحريات اللازمة برئاسة المقدم شريف جمال رئيس مباحث مركز ناصر، تبين أن المتهم أقبل علي قتل عمه وذلك لوجود خلافات مالية بينهما، وتم إلقاء القبض على المتهم وتحرير المحضر اللازم.

وبمواجهة القاتل أقر بارتكابه الجريمة، وتقرر العرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيق، والتي أمرت بحبسه علي ذمة التحقيقات.