رغم أزمة "الصحراء".. صادرات القار الإسبانية إلى الجزائر تشهد انفراجة

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقتربت صادرات القار الإسبانية إلى الجزائر من الوصول إلى الأسواق المحلية، بعد أن أعلنت الحكومة الجزائرية الأسبوع الماضي إمكان استئناف التجارة لأول مرة منذ أكثر من عامين.

ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أصدر المصرف المركزي الجزائري (بنك الجزائر) إشعارًا في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، يُفيد بأن الشركات الجزائرية تستطيع استئناف التجارة مع نظيراتها الإسبانية بموجب قواعد المعاملات المعتادة.

ومن جانبها، أعلنت الشركات المستوردة للقار المملوكة للدولة والخاصة أن لديها الحرية حاليًا في مناقشة الصفقات لشراء وجلب البضائع الإسبانية إلى منشآتها للتوريد إلى السوق المحلية.

كان قرار الحكومة في يونيو/حزيران 2022 بتعليق معاهدة الصداقة والتعاون مع إسبانيا، عقب اعتراف مدريد العلني بخطّة الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية، قد أدى إلى الإلغاء الفوري لحركة شحنات القار المتَّفق عليها مسبقًا من إسبانيا إلى الجزائر.

مزايا صادرات القار الإسبانية إلى الجزائر

لم يُفهم من الأمر ما إذ كانت مثل هذه الصفقات المتعلقة بصادرات القار الإسبانية إلى الجزائر، قد أُبرمت حتى الآن.

ولكن المستوردين من القطاع الخاص إلى محطات الاستيراد في غرب الجزائر -مثل الغزوات ووهران وأرزيو- يتمتعون بمكانة جيدة، بسبب قربهم النسبي من محطات التصدير الإسبانية في طركونة وويلفا وقادس، مقارنةً بمصادر الإمداد الموجودة في إيطاليا، بل وأكثر من ذلك عند مقارنتها بالبضائع المشحونة من اليونان أو تركيا.

وقال سماسرة السفن، إن أسعار الشحن لشحنات ناقلات القار القياسية بطاقة 5 آلاف طن من طركونة إلى الغزوات تبلغ نحو 35 دولارًا للطن، مقارنةً بنحو 50 دولارًا للطن من أوغوستا في إيطاليا إلى الغزوات.

ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تستضيف طركونة مصفاة القار "أسيسا" (Asfaltos Españoles, S.A)، التي تبلغ طاقتها 1.2 مليون طن سنويًا، والمملوكة لشركتي ريبسول (Repsol) ومويف (Moeve) -المعروفة سابقًا باسم سيبسا (Cepsa)- بنسبة 50% لكل منهما.

وقال المشاركون في السوق الجزائرية، إن هناك عدّة عوامل مواتية لاستئناف صادرات القار الإسبانية إلى الجزائر، من بينها الانخفاض الأخير في أسعار شحن القار، المرتبط بانخفاض زيت الوقود عالي الكبريت في البحر المتوسط.

كما أشاروا إلى الفوارق الموسمية الضعيفة لشحنات القار مقارنةً بأسعار شحن زيت الوقود عالي الكبريت الإقليمية، إلى جانب انخفاض أسعار الشحن عبر البحر المتوسط في أواخر الموسم على مدى الأسابيع القليلة الماضية.

وانخفضت علاوات الشحن الإسبانية على شحنات زيت الوقود عالي الكبريت في البحر المتوسط من نحو 10 دولارات للطن في منتصف أكتوبر/تشرين الأول إلى 2-3 دولارات للطن الأسبوع الماضي.

بينما انخفضت الأسعار الصريحة لصادرات القار الإسبانية من 498-499 دولارًا للطن على أساس التسليم على ظهر السفينة إلى 458 دولارًا للطن خلال المدّة نفسها، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

شحنات القار - الصورة من منصة Carbokim

موعد استئناف صادرات القار الإسبانية إلى الجزائر

من جانبها، ما تزال شركات التجارة والتوريد الإسبانية والدولية للقار تدرس التطورات الجزائرية، وتسعى للحصول على الموافقات "من جميع الجهات"، قبل استئناف مناقشات شحنات القار مع نظيراتها الجزائرية.

وقد يعني هذا أن إعادة التشغيل الفعلي لصادرات القار الإسبانية إلى الجزائر قد تستغرق حتى أوائل عام 2025، وفق ما أفادت به منصة "آرغوس ميديا" (Argus Media).

وقد يتعطل الطلب في الوقت الحالي بسبب تباطؤ ما قبل الشتاء في بناء الطرق الجزائرية ونشاط استهلاك القار مع تدهور الظروف الجوية تدريجيًا.

ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تعتمد شركة سوناطراك الجزائرية -المملوكة للدولة، والتي تستورد الشحنات إلى مجموعة من محطات القار على طول ساحل البحر المتوسط في البلاد- إلى حدٍّ كبير على التدفقات طويلة الأجل من مصفاة ومحطة التصدير "صقلية" في أوغوستا، التابعة لشركة سوناطراك رافينيريا إيطاليانا (SRI)، التي تبلغ طاقتها 170 ألف برميل يوميًا.

كما تستقبل سوناطراك أحيانًا شحنات يونانية من مصفاة ومحطة التصدير "أجيوي ثيودوروي"، التابعة لشركة موتور أويل هيلاس (Motor Oil Hellas) في مدينة كورينث اليونانية.

ومن غير المرجّح أن تسعى شركة سوناطراك، مقارنةً بالمشترين الجزائريين من القطاع الخاص، إلى الحصول على شحنات إسبانية، التي كانت تعتمد عليها بشكل كبير حتى عام 2020 قبل أن تتحول بشكل كبير إلى أوغوستا، بعد أن اشترت المصفاة هناك من إكسون موبيل في عام 2018.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق