أسطول الظل.. قصة سفينة "زومبي" تعود إلى الحياة بعد انفجارها في البحر (فيديو)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقرأ في هذا المقال

  • جهاز الإرسال في سفينة بابلو يعمل مجددًا
  • إعادة ظهور سفينة بابلو يسلّط الضوء على مخاطر أسطول الظل
  • هناك ما يتراوح من 1400 إلى 1800 سفينة تابعة لأسطول الظل الروسي
  • كانت سفينة بابلو ترفع علم الغابون وقت انفجارها في عام 2023
  • أعلام الملاءمة غالبًا ما تفتقر إلى القواعد التنظيمية

ما يزال أسطول الظل من السفن القديمة المتهالكة التي تنقل النفط الروسي الخاضع لعقوبات صداعًا في رأس قطاع الشحن العالمي، لا سيما بعد معاودة ظهور سفينة تابعة للأسطول عقب انفجارها قبل عام ونصف العام قبالة السواحل الماليزية.

فعلى الرغم من انفجار السفينة بابلو (Pablo) في العام الماضي (2023) وانتهاء المطاف بها في ساحةٍ للخردة في إندونيسيا، عاود جهاز الإرسال الخاص بها العمل وبدأ يرسل إشارات التقطتها الأجهزة المختصة مؤخرًا في خليج غينيا.

وتسلّط إعادة ظهور سفينة بابلو "الزومبي" التي ترفع علم الغابون، والقادرة على حمل قرابة 700 ألف برميل من النفط الخام، الضوء على المخاطر المقترنة بالتوسع في أسطول الظل الذي تنقل سفنه المتهالكة الخام الخاضع للعقوبات الغربية في جميع أنحاء العالم.

ويشير أسطول الظل اصطلاحيًا إلى ناقلات النفط المستعمَلة المشتراة بوساطة شركات الشحن الروسية، من أجل توصيل الخام الروسي إلى الدول التي لا تَحظُر هذا النفط مثل الصين أو الهند.

ووضعت تقديرات صادرة عن شركة الذكاء الاصطناعي البحري ويندوارد (Windward) في أواخر سنة 2023 عدد سفن أسطول الظل الروسي بين ما يتراوح من 1400 إلى 1800 وحدة؛ ما يعادل خُمْس تجارة النفط العالمية، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

انفجار السفينة بابلو

في أعقاب انفجار السفينة بابلو التابعة لأسطول الظل قبالة سواحل ماليزيا في مايو/أيار (2023)، وإرسال حطامها المحترق إلى ساحة مخصصة للخردة في إندونيسيا، تعود إشارات جهاز الإرسال الخاص بها للعمل مجددًا، بحسب ما نشرته بلومبرغ.

واستُقبِلت الإشارات من سفينة أسطول الظل المفككة من خليج غينيا في أكتوبر/تشرين الأول (2024)، وفق منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights)، ومحللين من شركة تحليل البيانات كبلر وقاعدة بيانات الملاحة البحرية إكواسيس (Equasis).

وأظهرت البيانات المنشورة في منصة "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" التي كانت وسيلة الإعلام الأولى التي تكشف الواقعة في أكتوبر/تشرين الأول (2024)، أن السفينة المذكورة كانت تنقل شحنة بنظام من "السفينة إلى السفينة"، مع ناقلة أخرى مملوكة لشركة النفط الفنزويلية الخاضعة لعقوبات بتروليوس دي فنزويلا (Petroleos de Venezuela) المعروفة اختصارًا بـ"بدفسا PDVSA".

ناقلة النفط بابلو بعد انفجارها في البحر
ناقلة النفط بابلو بعد انفجارها في البحر -الصورة من Malaysian Maritime Enforcement Agency

ظهور الزومبي

تبرز إعادة ظهور سفينة بابلو بوصفها أمرًا غير محتمل من الناحية المنطقية؛ لكن المرجح، وفق خبراء الشحن، أن ظهورها "الزومبي" يُعزى إلى ممارسة تستعمل خلالها ناقلات النفط التابعة لأسطول الظل إشارات جهاز الإرسال والاستقبال من السفن المتهالكة الساعية إلى إخفاء هوياتها ومواقعها ومساراتها وهي تنقل النفط الخاضع لعقوبات حول العالم.

وفي بعض الحالات يكون بمقدور ناقلات النفط أن تتفادى عملية التفكيك تلك، على الرغم من أن حالة السفينة تجعل هذا الأمر مستبعدًا.

وفي الحالات التي يتعذّر فيها التعرف على هوية مالكي السفن، تضغط السلطات المحلية عادةً على أفراد طاقم السفينة، أملًا في الحصول على معلومات، بالنظر إلى كونهم من بين الأشخاص القلائل المحيطين علمًا بمصدر التعليمات الآتية إلى السفينة.

مخاطر أسطول الظل

كان انفجار ناقلة أسطول الظل بابلو التي ترفع علم الغابون على بُعد 40 ميلًا بحريًا من السواحل الماليزية، بمثابة تذكير بالمخاطر المقترنة بوجود هذا الأسطول من السفن القديمة التي تنقل النفط الخام الروسي أو الإيراني أو الفنزويلي.

فقد كانت بابلو، وهي من طراز أفراماكس ومبنية في عام 1997، فارغة تمامًا وقت انفجارها، غير أنها كانت بمثابة مصدر باعث جدًا على القلق؛ إذ انتظرت سفينة أسطول الظل بابلو التي شُوهدت في المياه الإقليمية الإيرانية في عام 2022 لشهور قبالة السواحل الماليزية، في حين كان المسؤولون في البلد الآسيوي يحاولون جاهدين تتبع ملاكها وشركات التأمين المقيدة لديها السفينة.

وفي أواخر عام 2023، جرى تغيير العلم الذي ترفعه السفينة وإعادة تسميتها، كي يتسنى لها الانطلاق في رحلتها الأخيرة إلى إندونيسيا التي لاقت خلالها مصيرها المحتوم، بحسب ما نشرته بلومبرغ، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ولم تكن سفينة أسطول الظل في حالة تسمح بإعادة استعمالها لأغراض أخرى؛ بل ويصف العديد من قواعد بيانات تتبع السفن حالة بابلو الحالية بأنها في "فقدان كامل".

ناقلة محملة بالنفط الروسي
ناقلة محملة بالنفط الروسي - الصورة من asia.nikkei

إرسال إشارات

لم يكن ظهور سفينة أسطول الظل بابلو في غرب أفريقيا هو الحالة الأولى من نوعها منذ انفجارها في عام 2023؛ إذ أظهرت منصات تتبع السفن المختلفة أن واحدة أو أكثر من السفن المماثلة قد أرسلت إشارات من مناطق قريبة من روسيا واليونان وجورجيا خلال المدة بين شهري مارس/آذار وأغسطس/آب (2024)، قبل أن تظهر قبالة غرب أفريقيا.

ويبرز التلاعب بإشارات المواقع الجغرافية أمرًا شائعًا بين سفن أسطول الظل، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومع ذلك قد تكون إشارة مرسَلَة في وقت النقل من "سفينة إلى سفينة"، أكثر موثوقية، بالنظر إلى أنها تظهر تفاصيل أخرى يصعُب التلاعب بها، وفق "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس".

يُشار إلى أن جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بنظام التعريف الآلي للسفينة ينقل موقعها ومعلومات أساسية أخرى تتعلق بسلامة الملاحة، ويتعيّن على السفن الكبيرة أن تكون مجهزة بهذا النظام.

وفي مايو/أيار 2024، أضاف الاتحاد الدولي لعمال النقل دولة الغابون إلى قائمة أعلام الملاءمة، كما يُطلَق عليها أحيانًا.

ولا يكون لدى السفن التي ترفع تلك الأعلام صلة واضحة بدول مناظرة، بحسب ما قاله الاتحاد الدولي لعمال النقل.

ويرى الاتحاد أن أعلام الملاءمة غالبًا ما تفتقر إلى القواعد التنظيمية، والمراقبة والمحاسبة بشأن الأسماء الموجودة على سجلاتها.

ويوضح الفيديو أدناه مشاهد من انفجار سفينة بابلو في بحر الصين الجنوبي:

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق