قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة الرئيس جو بايدن تسابق الزمن لتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدات العسكرية لأوكرانيا قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة في يناير المقبل.

وأشارت الصحيفة في مقال تحليلي للكاتب أندرو روث إلى أنه لم يتبق أمام بايدن سوى حوالي شهرين فقط لتقديم المزيد من الدعم العسكري، وذلك في ظل التوقعات بتغيير جذري في الموقف الأمريكي من المساعدات لأوكرانيا بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

وأوضح المقال أن البيت الأبيض قد سارع بتقديم مساعدات عسكرية تقدر قيمتها بستة مليارات دولار لضمان استمرار القوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية في الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.

كما لفت المقال إلى أن الجانب الأوكراني يسعى للحصول على موافقة الولايات المتحدة لرفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة بعيدة المدى، بهدف تمكين أوكرانيا من استهداف مواقع داخل العمق الروسي. في الوقت ذاته، تبحث القيادة الأوكرانية عن مصادر تمويل جديدة لضمان استمرار الحرب.

وأشار المقال إلى أنه من المتوقع أن يستضيف الرئيس بايدن الرئيس المنتخب ترامب في البيت الأبيض خلال الأسبوع الحالي، في محاولة لإقناعه بضرورة استمرار تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، فضلاً عن مناقشة قضايا أخرى تتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية.

وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، قد ذكر في وقت سابق هذا الأسبوع أن الرئيس بايدن سيبذل جهده في الشهرين المتبقيين من ولايته لإقناع ترامب وأعضاء الكونغرس بأن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتخلى عن أوكرانيا، لأن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في أوروبا.

وأشار الكاتب إلى رأي الخبير العسكري ريتشارد فونتين، الذي يرى أن أوكرانيا لن تستطيع الاستمرار في حربها ضد القوات الروسية إذا تم تقليص المساعدات العسكرية الأمريكية بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

وأضاف المقال أن سياسة ترامب تجاه أوكرانيا تثير القلق لدى مؤيدي أوكرانيا داخل الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن يقوم ترامب بوقف أو تقليص المساعدات العسكرية التي تقدمها الإدارة الأمريكية لكييف.

واختتم المقال بالإشارة إلى أن محللين عسكريين يرون أن أي مفاوضات جادة لإنهاء الصراع في أوكرانيا ستكون محتملة خلال ولاية الرئيس القادم للولايات المتحدة، ولكن موقف أوكرانيا التفاوضي في تلك الحالة سيكون أضعف مما هو عليه الآن.