يواجه هانز فليك، مدرب برشلونة، تحديًا من نوع خاص مع بداية العام الجديد واكتمال قائمة الفريق بعودة اللاعبين المصابين، فبعد فترة عانى فيها الفريق من نقص حاد في صفوفه بسبب الإصابات المتلاحقة، سيجد فليك نفسه أمام وفرة من اللاعبين في كل مركز، مما يُشكّل معضلة اختيارية صعبة، فبينما تبدو هذه الوفرة نعمة ظاهريًا، إلا أنها تحمل في طياتها تحديات كبيرة تتطلب حكمة وحنكة في التعامل معها.
تتمثل المشكلة الرئيسية في كيفية إدارة فليك لهذه المجموعة الكبيرة من اللاعبين، حيث سيجد نفسه مُطالبًا بإرضاء جميع الأطراف ومنح فرصًا مُناسبة للجميع لإثبات جدارتهم، فوجود أكثر من لاعب مُؤهل في كل مركز سيُشعل المنافسة بين اللاعبين، وهو أمر إيجابي من ناحية رفع مستوى الأداء، لكنه في الوقت نفسه قد يُؤدي إلى استياء بعض اللاعبين الذين لا يحصلون على دقائق لعب كافية.
يُدرك فليك جيدًا أن مفتاح النجاح يكمن في الحفاظ على الانسجام داخل غرفة الملابس، فإذا لم يتمكن من احتواء جميع اللاعبين وإشعار كل منهم بأهميته ودوره في الفريق، فقد يتسبب ذلك في حدوث انقسامات وتصدعات داخل الفريق، مما يُؤثر سلبًا على الأداء والنتائج، ولذلك، يُعتبر التعامل النفسي مع اللاعبين وإدارة طموحاتهم وتطلعاتهم من أهم التحديات التي تواجه فليك في هذه المرحلة.
يجب على فليك أن يُوجد توازنًا دقيقًا بين المنافسة الشريفة بين اللاعبين والحفاظ على الروح الجماعية للفريق، وذلك من خلال وضع سياسة واضحة للتناوب بين اللاعبين ومنح فرص عادلة للجميع، بالإضافة إلى التواصل المستمر مع اللاعبين وشرح رؤيته لهم وأهمية دور كل منهم في الفريق، فالهدف هو تحويل هذه الوفرة إلى قوة دافعة للفريق وليس إلى عامل مُزعزع للاستقرار