أفادت وكالة ناسا الأميركية للفضاء بتسجيل مسبار فضائي في عيد الميلاد اقتراباً قياسياً من الشمس على نحو لم يحققه أي جسم من صنع الإنسان حتى الآن.
وأوضحت «ناسا» أن المسبار «باركر» الشمسى وصل إلى مسافة 1ر6 ملايين كيلومتر فقط من سطح الشمس. وقالت إنه مع ذلك، لا يمكن التحقق من ذلك في الوقت الحالي، إذ ستظل المركبة بلا اتصال مع الأرض لعدة أيام.
وذكرت «ناسا» أنها لا تتوقع استقبال إشارة قصيرة من المركبة قبل 27 الجاري (بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة). ولن تتوافر البيانات قبل نهاية يناير عندما يشير الهوائي الرئيسي للمركبة إلى الأرض، بحسب ما قاله عالم الفيزياء الفلكية فولكر بوتمر الذي يعمل بجامعة جوتينجن الألمانية، قبل أيام قليلة من مرور المسبار بالقرب من الشمس.
يذكر أن بوتمر يقود المشاركة الألمانية في المهمة وأسهم في أمور من بينها وضع خطة المهمة وتطوير كاميرا ذات زاوية واسعة. وقال بوتمر إن «تحليل جميع البيانات وفهمها سيستغرق بضع سنوات».
وحسب بيانات «ناسا»، فإن المسبار الذي يوازي حجمه حجم سيارة صغيرة، وصلت سرعته عند أقرب نقطة له من الشمس إلى 690 ألف كيلومتر في الساعة، وأنه يتحمل درجة حرارة تصل إلى قرابة 1000 درجة مئوية، ومن ثم فإنه يحلق بسرعة أكبر من أي جسم آخر من صنع الإنسان حتى الآن.
ولحماية أدواته، يحتوي المسبار على درع حرارية تبلغ سمكها 4ر11 سم مصنوعة بشكل أساسي من الكربون، ومصممة لتحمل درجات حرارة تصل إلى نحو 1400 درجة مئوية، وفقاً لـ«ناسا».
ويتوقع العلماء أن توفر المهمة بيانات منها ما يتعلق بكيفية تشكل الرياح الشمسية، وهي تيار من الجسيمات المشحونة التي تطلقها الشمس باستمرار، وبيانات حول كيفية حدوث العواصف الشمسية بدقة، والتي تنطلق إلى الفضاء بعد الانفجارات الشمسية.
يُذكر أن أولى المسبارات الشمسية تم إطلاقها في السبعينات، وكان المسباران الألمانيان – الأميركيان «هيليوس 1» و«هيليوس 2»، حافظا على مسافة آمنة تبلغ نحو 45 مليون كيلومتر من الكرة الحرارية (الشمس).