انطلقت اليوم الاثنين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الملتقى السنوي المراكز الفكر في الدول العربية في دورته الثانية تحت شعار نحو آلية عربية لمواجهة التهديدات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي،من قبل الجماعات الاىهابية بحضور رؤساء وممثلي مؤسسات ومراكز الفكر في الدول العربية.
ويناقش الملتقى الذي يستمر يومين أدوار ومهام مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية لمواجهة التهديدات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإرهابية، و التهديدات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي وأسبابها وتأثيراتها وكيفية التعامل معها، وتعزيز التعاون الدولي والإقليمي بين مراكز الفكر المواجهة تلك التهديدات الإرهابية.
ويهدف الملتقى إلى إيجاد آلية عربية لمواجهة التهديدات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الارهابية، من خلال توحيد كافة الجهود في المنطقة العربية لتقديم آلية موحدة للتصدي لتلك التهديدات.
كما يهدف الى تعزيز التبادل الفكري والخبرات والمعرفة بين المشاركين وتشجيعهم على طرح الأفكار والحلول المبتكرة لمواجهة التهديدات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإرهابية للتوصل إلى رؤية عربية لمواجهة تلك التهديدات.
ويسلط الضوء على التهديدات المحتملة التي قد تنشأ من استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإرهابية.
ويهدف ايضا الى تشجيع التعاون بين مختلف الجهات، بما في ذلك الحكومات القطاع الخاص، والمؤسسات الأكاديمية، لمواجهة هذه التحديات، و تحليل ودراسة حالات لفهم كيفية استغلال الجماعات الإرهابية للذكاء الاصطناعي، واستخلاص الدروس منها؛ و بيان دور مراكز الفكر العربية في صياغة الوعي العربي، ودعم وتعزيز آليات التصدي لتلك التهديدات، وبيان التحديات التي تواجه الدول العربية في مجال التصدي لها.
كما يهدف الملتقى الى التعرف على التجارب الناجعة لمراكز الفكر في الدول العربية، وعرض تلك التجارب لتحديد أنسب الوسائل للاستفادة منها لتطوير العمل البحثي العربي، و استثمار مراكز الفكر العربية والاستفادة من امكانياتها وخبراتها، والتوصل إلى مجموعة من الآليات بهدف محاكاة واقعنا الحالي والتنبؤ بالمستقبل وتعزيز وعي الرأي العام العربي المرتبط بموضوعات الاستخدامات السيئة للذكاء الاصطناعي، وتقديم رؤى وأفكار مشتركة لتعزيز الاهتمام العربي المشترك ومتعدد الأطراف بالتعاون البحثي وإبرام شراكات استراتيجية.
وأكدت الأمانة العامة للجامعة العربية أن العالم يشهد تطورا غير مسبوق في مجال التكنولوجيا، وعلى وجه الخصوص الذكاء الاصطناعي، وقدرتها على تغيير شكل العالم، حيث أصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية يشكل ثورة تقنية تفتح أمامنا آفاقاً واسعة من الإمكانيات، ، ومع هذه الفرص الكبيرة التي توفرها التكنولوجيا، تبرز أيضا تحديات خطيرة يجب التعامل معها بحكمة ومسؤولية، منها ما يتعلق تتعلق بالأمن السيبراني، والخصوصية، والتحكم الأخلاقي، واستغلال الجماعات الإرهابية لهذه التقنيات المتقدمة لزعزعة الأمن والاستقرار سواء من خلال نشر الدعاية المتطرفة، أو استغلالها في تضليل الرأي العام عبر تقنيات مثل التزييف العميق، أو استخدامه في التخطيط للهجمات واختراق الأنظمة، أو تنفيذ هجمات متقدمة باستغلال الطائرات المسيرة.
جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة التي ألقاها الوزير مفوض الدكتور علاء التميمي مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية.
وقال التميمي إن الملتقى يعد منصة لتبادل الأفكار والخبرات بين الخبراء من مراكز الفكر في الدول العربية وصانعي القرار حول كيفية تسخير هذه التكنولوجيا لخدمة البشرية مع وضع ضوابط ومعايير تقلل من آثارها السلبية، والدعوة لإنشاء آلية بحثية عربية هو خطوة استراتيجية نحو تعزيز الفهم المشترك لطبيعة المخاطر الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإرهابية، وتطوير حلول مبتكرة تقوم على البحث العلمي لمواجهة تلك التهديدات، والتي تتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً وتكاملاً بين الحكومات ومراكز الفكر لتطوير أدوات فعالة لرصد ومنع هذا الاستخدام الضار للتكنولوجيا، وتعزيز الوعي بخطورة هذه القضية، وبناء أطر قانونية وأخلاقية تضع ضوابط لاستخدام الذكاء الاصطناعي بما يضمن منع وقوعه في الأيدي الخاطئة.
وأبرز أن التعاون العلمي والمعرفي هو السلاح الأكثر فاعلية في هذا العصر، وهو الوسيلة التي تتيح لنا التنبؤ بالمخاطر وبناء استراتيجيات فعالة لحماية أمن واستقرار منطقتنا العربية.
وتابع: ” ولا يخفى الدور الحيوي الذي تلعبه مراكز الفكر في بناء اقتصاد فكري عربي مستدام، وبناء ثقافة مستدامة تسهم في صياغة مفهوم الاقتصاد الفكري، وبناءه، ودعم التحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة من خلال انتاج المعرفة وتوطينها، وتحفيز الابتكار، وإعداد الكفاءات البشرية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، ودمج كل ما تقدم في النسيج المجتمعي والسياسي والفكري في المنطقة العربية. لتصبح مراكز الفكر ركيزة أساسية في مواجهة التحديات المعاصرة، وصنع القرار المبني على البحث والدليل وقطاع متكامل ينتج ويبني الاقتصاد الفكري، وهذا النهج لا يعزز أهمية مراكز الفكر فحسب، بل يشجع المجتمعات العربية على النظر إليها باعتبارها مساهمين حيويين في مستقبل مزدهر قائم على المعرفة.
ولفت الى ان جسامة هذه التحديات في زمن متسارع يمتاز بسمة الرقمنة السائدة، ويعتمد على التكنولوجيات المتقدمة، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الترابط والتنسيق الوثيق بين مراكز الفكر في الدول العربية، بات فرضاً وواجباً من أجل وضع أجندة بحثية مشتركة تواكب متطلبات العصر الحالي، وتساعد على تحقيق النهوض التنموي المطلوب، والخروج من نفق الأزمات الراهنة مستلهمين في الدفع بهذا المسار الواعد بالرصيد التاريخي لأمتنا العربية وإسهاماتها المشرقة في بناء الحضارة الإنسانية.
وأعرب عن أمله أن يكون هذا الملتقى منبراً لطرح الرؤى المبتكرة والحلول العملية و أن تثمر النقاشات عن توصيات تحقق التوازن بين الفائدة المرجوة من الذكاء الاصطناعي والحد من مخاطره، وتكون نقطة انطلاق نحو تأسيس آلية عربية بحثية متكاملة، قادرة على مواجهة التحديات وحماية شعوبنا من مخاطر الرقمية المتنامية. أتمنى لأعمالكم السداد والنجاح في الوصول إلى توصيات تسهم في دعم العمل البحثي العربي المشترك.