تتوسع القدرة العالمية للطاقة المتجددة بمستويات قياسية، حيث من المتوقع أن تتجاوز الإضافات الجديدة 500 جيجاوات في عام 2024، ولكن 1.6% فقط من هذا النمو يحدث في أفريقيا، وهي فرصة ضائعة يحذر الخبراء من أنها قد تعمق الفجوة في مجال الطاقة في القارة.
وحذر مديرعام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ( إيرينا) فرانشيسكو لا كاميرا، خلال اجتماعات الجمعية العامة للوكالة الدولية في أبوظبي، من أن القدرة العالمية على الطاقة المتجددة يجب أن تصل إلى 11.2 تيراوات بحلول عام 2030 لتحقيق الأهداف المحددة في مؤتمر المناخ 2023 في دبي، وتتضمن هذه الأهداف مضاعفة القدرة على توليد الطاقة المتجددة ومضاعفة تحسينات كفاءة الطاقة المتجددة.
اجتماعات الجمعية العامة للوكالة الدولية في أبوظبي
وسلط لا كاميرا الضوء على التوزيع غير المتكافئ لاستثمارات الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية تمثل ما يقرب من 85 في المائة من القدرة العالمية المركبة، في حين تظل أفريقيا متخلفة كثيراً على الرغم من إمكاناتها الهائلة.
خلال الاجتماعات
وقال لاكاميرا: “إن مصادر الطاقة المتجددة توفر الطريق إلى الأمام، ووسيلة لتقليل الاعتماد على المصادر المحدودة، واستقرار تكاليف الطاقة وتمكين البلدان من تسخير مواردها المحلية للاعتماد على الطاقة”.
وأوضح أنه على الرغم من احتياجات القارة الكبيرة من الطاقة، فإن قدرة الطاقة المتجددة في أفريقيا لا تمثل سوى 1.6 % من الإجمالي العالمي”، محذرا من أن هذا الخلل يشكل عائقا كبيرا أمام التنمية المستدامة في المنطقة.
بينما أعربت ديتي جول يورجنسن، المديرة العامة للطاقة بالمفوضية الأوروبية، عن أسفها لعدم إحراز أي تقدم في أفريقيا، قائلة “من غير المقبول أن يظل مئات الملايين من الناس محرومين من الوصول إلى الكهرباء”.
وبحسب احصائيات وأرقام الوكالة الدولية للطاق المتجددة، فإن الاستثمارات في الطاقة المتجددة أقل بكثير من 1.5 تريليون دولار المطلوبة سنويا بحلول عام 2030، وأكد لا كاميرا أن السنوات الخمس المقبلة سوف تعمل على تسريع التحول وسد الفجوات الإقليمية.
أفريقيا تسعى إلى الطاقة الخضراء
وفي إحدى جلسات التحالف المتسارع للطاقات المتجددة في أفريقيا (APRA)، أكد وزير الطاقة الكيني أليكس واشيرا على أهمية إنشاء أطر تنظيمية قوية لجذب الاستثمار، قائلا “نحن بحاجة إلى هيئات تنظيمية تحمي المستثمرين مع ضمان أن تظل أسعار الكهرباء عادلة للسكان”، وحث الدول الأفريقية على تعزيز بيئة صديقة للأعمال لتعزيز مبادرات الطاقة الخضراء.
الأمم المتحدة تحث على التحول السريع إلى الطاقة النظيفة
ألقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، رسالة مسجلة عبر الفيديو خلال الجمعية، داعياً الحكومات إلى جعل عام 2025 عاماً محورياً للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وتبني الطاقة النظيفة.
وحذر جوتيريش من أن “الاقتصادات النامية والناشئة تتخلف عن الركب”، مشيرا إلى أنه باستثناء الصين، لم تتلق هذه البلدان سوى 105 مليارات دولار من الاستثمارات العالمية في الطاقة منذ عام 2016.
وأكد المستشار الخاص للأمم المتحدة سيلوين هارت مخاوف الأمين العام للأمم المتحدة، قائلا إن التحول في مجال الطاقة يتسارع بوتيرة غير مسبوقة، لكن معظم الاستثمارات تتركز في الاقتصادات المتقدمة.
وقال هارت “إن أربعة من كل خمسة دولارات تم إنفاقها على الطاقة النظيفة منذ اتفاق باريس ذهبت إلى الصين، وتواجه البلدان النامية صعوبات في التعامل مع تكاليف رأس المال المرتفعة وغيرها من الحواجز”.
كما ذكّر هارت الحاضرين بأن عام 2024 كان العام الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث تسببت حرائق الغابات والفيضانات والأحداث المناخية المتطرفة في إحداث دمار في جميع أنحاء العالم، قائلا “بصفتنا مجتمعًا دوليًا، يتعين علينا العمل بشكل جماعي لتسريع هذا التحول”.