مراقبة السلوك الرقمي للأبناء.. مهمة ترهق أولياء الأمور – الجريدة

image

اشتكى آباء وأمهات صعوبة مراقبة أنشطة أبنائهم على الإنترنت، فيما أعلن مجلس الأمن السيبراني توفيره دليلاً لمساعدة أولياء الأمور على تحديد ضوابط استخدام جميع الأجهزة، وحماية أطفالهم من المحتوى الضار.
وتفصيلاً، أكد آباء وأمهات لأطفال في أعمار مختلفة: أحمد عصام، سمير حنا، أمل يوسف، هناء محمود، أنهم يواجهون صعوبة في فهم الطرق التي يمكنهم من خلالها دعم أطفالهم، وتوفير نشاط آمن ومنظم وصحي لهم على الإنترنت، خصوصاً في السنوات المبكرة من عمرهم، إضافة إلى عدم فهمهم (الآباء) التهديدات المتوقعة والمخاطر المحتملة نتيجة استخدام أطفالهم الإنترنت والألعاب الإلكترونية، كالتنمر الإلكتروني، والإساءة وسبل التعامل الصحيح معها والإبلاغ عنها، وأرجعوا ذلك إلى ضعفهم في استخدام التكنولوجيا، وعدم استطاعتهم التفرقة بين البرامج، وكيفية ضبط إعدادات استخدام التطبيقات المختلفة.
وأشار أولياء الأمور: رامي وهبي ومعن رشيد وهبة عرفة ولمياء صبري، إلى أن الطفل لم يعد محاطاً بالحماية من أفراد عائلته كما كان في السابق، بسبب اقتحام التكنولوجيا، التي أثرت بشكل مباشر في الترابط الأسري الذي كان يشكّل شبكة قوية لحماية الطفل، وباتت العلاقات مع الغرباء أسهل، ما جعل الأبناء أكثر عرضة للخطر، كما أصبح الوصول إلى أي مواد غير آمنة أسهل كثيراً، مطالبين بضرورة توفير دورات تدريب وتثقيف للآباء والأمهات حول طرق متابعة أنشطة أطفالهم على الإنترنت، لحمايتهم من التعرض لأي إساءة أو انتهاك.
ولفتوا إلى أنهم لا يجيدون سوى طرق المتابعة التقليدية، كالتحقق من سجل الهاتف، والرسائل النصية، ورسائل الـ«فيس بوك» والـ«واتس أب»، لمعرفة الأشخاص الذين يتواصلون معهم، وشكل العلاقة معهم، وأيضاً التحقق من الصور التي يلتقطها الطفل لنفسه، وإلى من يرسلها.
ومن جانبه، أكد مجلس الأمن السيبراني – ضمن حملته التوعوية على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي «التربية والرقابة الأبوية» – توفيره ما وصفه بـ«الدليل السهل لإعداد أدوات الرقابة الأبوية»، بهدف مساعدة الآباء والأمهات على تحديد ضوابط استخدام جميع الأجهزة، وحماية أطفالهم من المحتوى الضار والخصائص الخطرة، والتحكم في وقت استخدام الشاشة، وتأمين كل الإعدادات برموز مرور خاصة، مشدداً على أهمية حرص الآباء والأمهات على حماية عالم أطفالهم الرقمي، مع تشجيعهم على ممارسة الأنشطة خارج الإنترنت، والمحافظة على قنوات الحوار المفتوح معهم حول كيفية البقاء آمنين على الإنترنت.
وأشار المجلس إلى إن التحكم في أجهزة نظام «iOS»، بتفعيل خاصية «Screen Time» لتقييد استخدام التطبيقات، وتصفية المحتوى الإلكتروني، ووضع حدود الاستخدام بسهولة، فيما يتم التحكم في أجهزة نظام «Android»، من خلال إعدادات «Google Play» التي تتيح للعائلة تخصيص التحكم في التطبيقات والألعاب والوسائط باستخدام رقم تعريف شخصي آمن.
وأفاد بأن أجهزة نظام «Windows»، تسهل إدارة حساب الطفل من خلال Microsoft Family Safety لضبط وقت الشاشة واستخدام التطبيقات.
وحدد المجلس سبع نصائح لحماية حضور الطفل الرقمي، شملت وضع حدود للاستخدام على الأجهزة والتطبيقات والمنصات الرقمية، ومنع الوصول إلى المحتوى الضار أو غير المناسب للفئة العمرية، وحظر مواقع أو تطبيقات محددة، أو منع استخدام خصائص معينة مثل الكاميرات أو إجراء المشتريات، وتحديد أوقات محددة لاستخدام الأجهزة، ومنع الوصول إليها بعد هذه الأوقات، وحماية إعدادات الرقابة الأبوية باستخدام كلمات مرور قوية، وفتح قنوات حوار مع الأطفال حول السلامة على الإنترنت، إضافة إلى دعم ممارسة الأنشطة خارج الإنترنت لضمان نمط حياة صحي ومتوازن.
وحذر مجلس الأمن السيبراني من تزايد خطورة رسائل التصيّد الاحتيالي، التي تستهدف العائلات، داعياً إلى الحيطة من الرسائل النصية المزيفة، وزيادة الوعي بوسائل ومؤشرات اكتشافها، وحماية أفراد الأسرة من هجمات التصيد واختراق خصوصيتها، لافتاً إلى أن مجرمي الإنترنت أصبحوا يستهدفون العائلات بشكل متزايد، من خلال رسائل نصية مزيفة، يتظاهرون فيها بأنهم مصادر موثوقة، ما يستوجب التحقق من الرسائل، وتجنب الروابط المجهولة، وتثبيت برامج الحماية.
فيما أشارت هيئة الطفولة المبكرة إلى احتمال تعرض الأطفال للخطر على الإنترنت، وأوضحت أن المشكلة تكمن في أن غالبية الآباء والأمهات لا يملكون المعرفة الكافية بشأن المخاطر التي يواجهها أطفالهم في هذا العالم، التي تتضمن إنتاج صور ومواد مسيئة، وتوزيعها، واستمالة الطفل من خلال الألعاب والتطبيقات الإلكترونية، وتعرضه لمواد مسيئة وغير ملائمة وعنيفة.
وحددت عبر «دليل حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت في مرحلة الطفولة المبكرة» ثمانية أشكال أو صور لوصف الإساءة للأطفال على الإنترنت بطرق مختلفة، أولها التهديد أو التحرش، ثم الاستمالة عبر الإنترنت، وكذلك الاستغلال الجنسي، والتنمّر الإلكتروني.
وشملت قائمة أشكال الإساءة الإلكترونية للطفل التواصل معه في إطار جنسي، وإكراهه على فعل جنسي، إضافة إلى عرض صور أو مقاطع فيديو غير ملائمة للطفل وذات طبيعة جنسية أو عنيفة، وأخيراً يمكن تعريض الطفل للأذى مرة أخرى إذا سجلت أدلة الإساءة له، أو رفعت على الإنترنت، أو تمت مشاركتها، ما يتسبب في إحداث صدمات متكررة.
جدير بالذكر أن الإحصاءات التي تضمنها الدليل أظهرت ارتفاعاً في معدلات استخدام الإنترنت في الدولة، لاسيما شبكات التواصل الاجتماعي، التي سجلت نسبة استخدام وصلت إلى 98.98% من السكان، صاحبها ارتفاع كبير في استخدام ومشاركة مزيد من الأطفال في الأنشطة على الشبكة العنكبوتية.
آباء وأمهات:
. نطالب بدورات تدريبية لنتعلم كيفية متابعة أنشطة أطفالنا على الإنترنت، لحمايتهم من أي إساءة أو انتهاك.
«الأمن السيبراني»:
. دليل لمتابعة أنشطة الأطفال على الإنترنت، وتأمين إعدادات التطبيقات برموز مرور خاصة.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share

فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App

close