مما لا شك فيه أن جسم الإنسان يمكن اعتباره معجزة حقيقية، بالنظر إلى التعقيدات الهائلة في الكون والكائنات الأخرى، يظهر الإنسان بشكل مدهش ومميز بطريقة مذهلة، ويبدو أن بعض الأشخاص يجدون المتعة في استخدام أجزاء من أجسادهم لابتكار أشياء جديدة وفريدة من نوعها، ومن ثم، تقدم هذه الحالات تنوعًا واستخدامًا مبتكرًا لقدرات الإنسان وإبداعه في تحويل أجزاء من جسمه إلى شيء متفرد وملفت للانتباه.
طلاء الدم القديم
من بين الاكتشافات الأثرية الشيقة والمثيرة، تأتي لوحات الكهوف القديمة في مقدمة القائمة، إن النظر إلى أقدم توثيقات الاتصال والفن والتاريخ في العالم يعتبر تجربة مذهلة، وعلى الرغم من الافتراض الشائع بأن فن الكهوف يتمثل في رسم شخصيات تطارد الحيوانات، إلا أن هناك تعقيدات كثيرة تفصلنا عن هذا الاعتقاد، وبعيدًا عن محتوى لوحات الكهوف نفسها، يمكننا أن نتحدث عن تقنية الرسم التي تعكسها وأهميتها في فهم تلك الحقب الزمنية القديمة.
كشفت الأبحاث عن أن فناني ما قبل التاريخ في أستراليا وتسمانيا استخدموا الصبغة الحمراء في أعمالهم الفنية بطريقة بسيطة وواضحة باستخدام الدم، ويظهر جمال لوحاتهم التي يعود تاريخها إلى 10000 عام وحتى 20000 عام، أدلة على وجود بروتينات من دم الإنسان، ويبدو أن الفن المتجسد في هذه اللوحات تم تصويره حتى على المنحوتات القديمة، ومن الممكن أن تعود تاريخ بعضها إلى 31000 عام، مما يجعلها من بين أقدم لوحات الكهوف في العالم.