تُعد مذبحة القلعة التي وقعت في الأول من مارس عام 1811 ميلاديًا واحدة من أكثر الأحداث دموية في تاريخ مصر، حيث دبر محمد علي باشا، حاكم مصر آنذاك، هذه المذبحة للتخلص من خصومه المماليك، الذين كانوا يُشكلون تهديدًا لسلطته وعلى رأسهم قائدهم مراد بك، وفي ذلك اليوم دعا حاكم مصر زعماء المماليك إلى حفل في قلعة صلاح الدين الأيوبى (قلعة الجبل) بمناسبة تولي أحمد طوسون باشا، ثاني أبناءه، قيادة جيش مصر الخارج إلى الحجاز من أجل القضاء على الحركة الوهابية في نجد، وبدا الوضع طبيعيًا جدًا خاصة أن جميع رجال الدولة حلفاء محمد على متواجدين.
ما قبل مذبحة القلعة
وصل محمد علي باشا إلى السُلطة في مصر عام 1805 بدعم من الدولة العثمانية، وسعى إلى إقامة دولة حديثة في مصر، لكنه واجه معارضة كبيرة من المماليك، الذين كانوا يتمتعون بنفوذ واسعة في البلاد، وكانوا يشكلون عقبة أمام خططه الإصلاحية، ولذلك قرر التخلص منهم، وفي الأول من مارس عام 1811 كان قدم أعد كافة الترتيبات للتخلص منهم داخل قلعته التي يحكم من خلالها مصر.