بوفيليا الإيطالية.. جزيرة الأشباح المسكونة التي قتلت 160 ألف شخص بسبب المرض اللعين

جزيرة بوفيليا أحد أشهر الجُزر في التاريخ لما تتمتع به من جمال طبيعة ساحر وجذاب، فضلًا عن موقعها المتميز جنوب مدينة البندقية قبالة السواحل الإيطالية، ولكن أشهر ما يميز هذه الجزيرة هو تاريخها المظلم إذ كانت تستخدم مستشفى للأمراض المعدية ومحجر للطاعون، في القرن السابع عشر، وتمتلك هذه الجزيرة في أروقتها قصص وروايات كثيرة جعلت منها جزيرة الموت الأسود، وفي السطور التالية نسرد تفاصيل أكثر عنها.

جزيرة بوفيليا

جزيرة بوفيليا منطقة استيطان الأشباح وفقًا لأحد الروايات المتداولة في الصُحف الإيطالية، التي سردت في تفاصيلها أن هذه الجزيرة تم تحويلها إلى مكان للعزل الصحي بعد أن عصف الطاعون بمدينة البندقية القريبة منها، وهو أول سبب دفع المؤرخين إلى إطلاق اسم «جزيرة الموت الأسود» عليها، خاصة أنها سجلت في دفاتر الأموات حينها نحو 160 ألف شخص بسبب المرض اللعين.

معلومات عن جزيرة بوفيليا

يعود أصل جزيرة بوفيليا إلى النصف الأول من القرن الخامس حين استقبلت أوائل سكانها الهاربين حينها من غزو الجرمان للجزر الإيطالية، ومع مرور الزمن أصبحت بوفيليا مركزًا اقتصاديًا هامًا، وساعدها في ذلك حجمها الصغير نسبيًا إذ كانت في منطقة بعيدة عن هجمات الجيوش الغازية، بالإضافة إلى عدم تطريق الجيوش إليها بسبب صغر حجمها، ما منح سكانها فرصة الحياة بأمان إلى جانب عدم دفع الضرائب لقرون.

جزيرة الموت الأسود

جزيرة الموت الأسود بدأ يبرز هذا الاسم وينتشر في القرن الـ17 عندما وصل الطاعون البابوني إلى مدينة البندقية، وقتل دوجي جيوفاني موسينيغو رئيس الدولة، وأصبحت بوفيليا حالها حال العديد من الجزر الصغيرة، مقرًا للحَجر الصحي للمصابين، وبدأت مدينة البندقية في نفي العديد من مواطنيها المصابين بالمرض إلى الجزيرة خوفًا من انتشار المرض، ومن ثم تم الحُكم بالإعدام على المنفيين وحرق المرضى وقتلى الطاعون في محارق عملاقة.

close