تمثل إدارة التراث المعنوي في قطاع الثقافة بدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، ركيزة أساسية من ركائز الدائرة لتحقيق استراتيجية الإمارة في قطاع التراث والصناعات الإبداعية، وفق ما أوضح مدير الإدارة، سعيد حمد الكعبي، لـ«الإمارات اليوم»، مؤكداً على تعدد المبادرات والفعاليات التي تطلقها الإدارة بهدف تعزيز الهوية الإماراتية، والاحتفاء بالموروث الثقافي للدولة، ونقله للأجيال المقبلة.
1 ما الدور الذي تلعبه إدارة التراث المعنوي في دفع قطاع الاقتصاد الإبداعي الذي يمثل إحدى أهم ركائز الاستراتيجية الثقافية في أبوظبي ودولة الإمارات عموماً؟
تلعب إدارة التراث دورها المعنوي من خلال إطلاق مبادرات تسلّط الضوء على إرث الإمارات الغني وتراثها الأصيل، وتعزيز الهوية الإماراتية، ودعم الحرف اليدوية التقليدية، وتقوية جهود الحرفيين للمحافظة عليها واستمراريتها وتطويرها ونقلها إلى الأجيال المقبلة.
2 تم تكريمكم من قبل الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، في أكتوبر 2023، تقديراً لجهودك في حفظ تراث دولة الإمارات.. كيف ترون هذا التكريم وتأثيره في عملكم؟
التكريم هو بلا شك اعتراف مهم يبرز الإسهامات في حفظ تراث الإمارات، وبادرة للتشجيع على الاستمرار في بذل الجهود وتحفيز فريق العمل وتسليط الضوء على أهمية حفظ التراث الثقافي، ما يزيد من وعي المجتمع بضرورة المحافظة عليه، كما يعزّز من سمعة الإمارة، ويُبرز الدور الأساسي كمؤسسة رائدة في حفظ التراث، وقد يسهم في جذب المزيد من الدعم والتمويل لمشاريعنا المستقبلية، ما يُمكننا من تنفيذ مبادرات أكثر وأكبر.
3 إلى جانب النجاحات العالمية التي حققتها أبوظبي في صون عناصر التراث وإدراج بعضها على عناصر «اليونسكو».. ما خططكم لجمع وحماية وتوثيق التراث الثقافي المعنوي وتاريخ المواطنين والأسر في أبوظبي؟
إلى جانب هذه النجاحات العالمية، تركّز الخطط المستقبلية على جمع وحماية وتوثيق التراث الثقافي المعنوي وتاريخ المواطنين والأسر بطرق شاملة ومبتكرة، تتضمّن استخدام التكنولوجيا الرقمية لتوثيق وحفظ التراث الثقافي غير المادي، وتعزيز أرشيف مركزي لحفظ وثائق التراث الثقافي وتاريخ الأُسر، يتضمن الصور الفوتوغرافية والفيديوهات والوثائق المكتوبة، إضافة إلى إقامة متاحف ومعارض تفاعلية تعرض التراث الثقافي وتاريخ العائلات، ما يتيح للجمهور التعرف إلى هذا التراث عن قرب. ويأتي دعم وتشجيع مبادرات المجتمع المحلّي في جمع وحفظ وتوثيق التراث الثقافي، ما يعزز المشاركة المجتمعية، ويضمن استدامة الجهود في ضمان الحفاظ على التراث الثقافي المعنوي لأبوظبي، وتعزيز الهوية الثقافية، ونقلها للأجيال المقبلة بشكل مستدام.
4 يمثل مفهوم التراث المعنوي مظلة واسعة يندرج تحتها العديد من كنوز التراث التي تمثل ذاكرة المجتمع وهويته الوطنية.. ما أبرز خططكم لحفظ هذا التراث وصونه وتقديمه للأجيال المقبلة؟
تُنظم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي العديد من الفعاليات البارزة، التي تجسد مساعيها الدؤوبة في الحفاظ على تراثنا المعنوي والترويج له، باعتباره ركيزة أساسية من ركائز استراتيجيتنا الثقافية الطموحة وعنصراً أساسياً في حياتنا المعاصرة، وتسليط الضوء على الحِرف اليدوية التقليدية، والتعرف عن كثب إلى التقنيات الفنية المتوارثة، وفي إطار سعيها إلى صون الموروث الثقافي الإماراتي، والحفاظ على المهارات والمعارف المرتبطة بالحرف التراثية والهوية الوطنية.
ومن أبرز هذه الفعاليات مهرجان الحرف والصناعات التقليدية في سوق القطارة بالعين، الذي شهدنا هذا العام تنظيم نسخته العاشرة، والذي يشكل منصة مثالية للتعرف إلى تراث الآباء والأجداد في التكيّف مع موارد البيئة المتاحة، واستثمارها بكفاءة وبراعة لتلبية الكثير من الاحتياجات ودفع عجلة الاقتصاد، كما يمثل إحدى أهم ركائز الاستراتيجية الثقافية في أبوظبي من خلال الفعاليات والمبادرات المتتالية، وهذا ما يتماشى مع توجهات ورؤية قيادتنا الرشيدة في جعل التراث مرشداً وداعماً للنهضة الثقافية التنموية الشاملة التي تشهدها دولتنا في شتى المجالات.
5 يولي مهرجان الحِرَف للمواهب الشابة والمشاريع الناشئة أهمية خاصة.. كيف يتم دعمها؟ وما معايير اختيار المشاريع التي يسلط عليها المهرجان الضوء؟
العنصر الشاب أحد أهم عناصر الحفاظ على التراث ونقله للأجيال المستقبلية، وخصّص مهرجان الحِرَف والصناعات التقليدية العديد من المشاريع لدعمه من خلال برنامج الجلسات الصباحية في دورته العاشرة، إذ تمكّن الطلاب من استكشاف الحرف اليدوية التقليدية في دولة الإمارات عبر جولات مع مرشدين، يتاح لهم من خلالها التعمّق في مشاريع صناعة السدو والتلّي والفخار وصناعة الحبال. أيضاً يتواصل المهرجان مع العائلات التي تعمل في هذه الصناعات لدعمها ومساعدتها على التكيف مع متطلبات السوق المتجددة، كما يسعى إلى إتاحة فرصة وظيفية جديدة للحرفيين، وتوفير الموارد والأدوات اللازمة لهم لتشجيعهم على الابتكار في منتجاتهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news