أعرب الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن ندمه بسبب الانسحاب من حملة إعادة انتخابه هذا العام، لأنه يعتقد أنه كان سيهزم الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، في الشهر الأخير من الانتخابات، على الرغم من مؤشرات استطلاعات الرأي، وفق ما ذكرته مصادر البيت الأبيض.
وورد أن بايدن قال إنه «ارتكب خطأ في اختيار ميريك غارلاند نائباً عاماً»، مشيراً إلى أن غارلاند، قاضي محكمة الاستئناف الأميركية السابق، كان بطيئاً في مقاضاة دونالد ترامب لدوره في احتجاجات السادس من يناير 2021، التي تعرض فيها الكونغرس لهجوم من بعض المتطرفين المؤيدين لترامب، أثناء رئاسته لوزارة العدل التي لاحقت نجل بايدن، هانتر بايدن بقوة.
ومع بقاء نحو ثلاثة أسابيع فقط من رئاسته لفترة واحدة، تم الكشف عن تأملات بايدن الحزينة في ملف تعريفي لصحيفة «واشنطن بوست»، يحتوي على أوضح العلامات حتى الآن على أنه يعتقد أنه أخطأ في سحب ترشيحه في يوليو الماضي، بعد أداء بائس في المناظرة أمام منافسه على البيت الأبيض، ترامب، خلال الشهر الماضي، تحت ضغوط من أعضاء حزبه الديمقراطي.
انسحاب يايدن
وانسحب بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية ليتم استبداله بنائبته، كامالا هاريس، بعد تعرضه لضغوط هائلة من أعضاء الحزب الديمقراطي، الذين استشهدوا بأدلة استقوها من استطلاعات الرأي، وبدت كأنها تُظهر أنه يتجه نحو هزيمة انتخابية مؤكدة تقريباً من ترامب، الذي كان يسعى بكل جهده، وبدعم الحزب الجمهوري، إلى عودة تاريخية إلى البيت الأبيض كمرشح للجمهوريين.
وأدى صعود هاريس إلى قمة القائمة إلى زيادة حماس الحزب الديمقراطي ومؤيديها، وتحسين أرقام استطلاعات الرأي، التي أظهرت في بعض الأحيان تقدمها على ترامب، ولكن النهاية كانت مختلفة عن هذه الاستطلاعات، إذ تكللت الانتخابات بهزيمة حاسمة في المجمع الانتخابي والتصويت الشعبي، وفشلت هاريس في الانتخابات لتحقيق ما كان يصبو إليه الديمقراطيون.
وعلى الرغم من أن بايدن ومساعديه كانوا حريصين للغاية على عدم إلقاء اللوم على هاريس، إلا أنهم يعتقدون على ما يبدو أن النتيجة كان من الممكن أن تكون مختلفة، لو تمسك الرئيس بايدن بموقفه، وظل مشاركاً في الانتخابات حتى اللحظة الأخيرة، وفقاً لتقرير صحيفة «واشنطن بوست».
وهي وجهة نظر يرفضها العديد من أنصار هاريس، الذين يلومون الرئيس على الانتظار فترة طويلة قبل الانسحاب، رغم مطالبة كثيرين له بالانسحاب، وبالتالي لم يترك لنائبة الرئيس كامالا هاريس سوى القليل من الوقت للاستعداد من أجل بدء حملة انتخابية فعالة، يمكن أن تؤدي إلى تحقيق النجاح، ووصول هاريس إلى البيت الأبيض.
شخصية انتقالية
ويشير أنصار هاريس إلى أن تصميم بايدن على السعي للحصول على فترة ولاية ثانية ينتهك تعهده في حملته الانتخابية لعام 2020 بأن يكون شخصية «انتقالية»، والتي ستنقل الشعلة بعد فترة ولاية واحدة، بعد توجيه البلاد بعيداً عن رئاسة ترامب. وقال عضو الكونغرس الديمقراطي، ريتشارد بلومينثال، من ولاية «كونيتيكت»، لـ«واشنطن بوست»: «رشح بايدن نفسه بناء على وعد بأنه سيكون رئيساً انتقالياً، وفي الواقع، سيكون لديه فترة ولاية واحدة قبل تسليمها إلى جيل آخر».
وأضاف بلومينثال: «أعتقد أن ترشحه مرة أخرى انتهك هذا المفهوم، وهو المبدأ القائل بأنه سيقضي على جاذبية ترامب، وسيهزم (الترامبية) برمتها، ويمهد لظهور عصر جديد في السياسة الأميركية».
ويبدو أن شكوك الرئيس المنتهية ولايته بشأن غارلاند مؤثرة بالنظر إلى أنه أعلن عنه كمرشح لمنصب النائب العام، في اليوم التالي لمهاجمة حشد بتحريض من ترامب لمبنى «الكابيتول» الأميركي في السادس من يناير 2021، في محاولة فشلت في النهاية في قلب فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
ولاء
وقال بايدن، في ذلك الوقت، إن «غارلاند سيستعيد شرف ونزاهة واستقلال وزارة العدل، بعد سنوات من (التسييس) في عهد ترامب»، وأضاف بايدن لغارلاند، في حفل الكشف الرسمي عن منصبه: «ولاؤك ليس لي، وإنما يتعلق بالقانون والدستور وشعب هذه الأمة».
لكن، وفقاً لما قالته صحيفة «واشنطن بوست»، كان ينبغي إقناع بايدن من قبل رئيس موظفي البيت الأبيض، رون كلاين، باختبار غارلاند، الذي كان يُنظر إليه باعتباره خيار الرئيس السابق، باراك أوباما، الفاشل في ذلك الوقت، لخلافة القاضي المحافظ، أنطونين سكاليا، في المحكمة العليا الأميركية، قبل عرقلة ترشيحه من قبل مجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون.
وضغط أنصار بايدن السياسيون لمصلحة دوغ جونز، الذي كان آنذاك سيناتوراً ديمقراطياً عن ولاية «آلاباما»، بحجة أنه سيكون مجهزاً بشكل أفضل للتنقل في أجواء واشنطن الحزبية المريرة. وبدلاً من ذلك، زعم كلاين أن غارلاند، المعروف بالعدالة، سيرسل رسالة أكثر طمأنة بشأن استقلال وزارة العدل بعد ترامب.
ومع تطور الأحداث، لايزال بايدن يواجه اتهامات كاذبة من ترامب بـ«تسليح» الوزارة، بينما كانت تسعى إلى تحقيقات جنائية بشأن دوره في أحداث (6 يناير 2021)، واحتكار وثائق سرية للبيت الأبيض، وحتى أثناء التحقيق أيضاً مع نجل الرئيس بايدن، هانتر بايدن، والرئيس نفسه، الذي احتجز أيضاً وثائق سرية بشكل غير قانوني.
مقاضاة ترامب
ويعتقد بايدن الآن أنه كان يتعين عليه اختيار شخص آخر من أجل شغل منصبه، وفق ما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست»، وهي وجهة نظر تتفق مع العديد من الديمقراطيين، الذين يعتقدون أن غارلاند كان بطيئاً للغاية في التحقيق ومقاضاة ترامب في نهاية المطاف بشأن أحداث السادس من يناير، والأنشطة ذات الصلة لعكس هزيمته.
وتشير الوتيرة المتعمدة للتحقيق، التي أسفرت في النهاية عن تعيين المستشار الخاص، جاك سميث، إلى أن ترامب كان قادراً في النهاية على تجنب مشهد المحاكمة المدمرة سياسياً قبل انتخابات هذا العام. وقدم سميث، الشهر الماضي، طلباً رسمياً لتصفية قضيتيه الجنائيتين ضد ترامب، في ضوء فوزه في الانتخابات، ما أنهى فعلياً القضيتين. عن «الغارديان»
. بايدن يعتقد أنه أخطأ بسحب ترشيحه، في يوليو الماضي، تحت ضغوط من أعضاء حزبه الديمقراطي.
. مع بقاء نحو 3 أسابيع فقط من رئاسته لفترة واحدة، تم الكشف عن تأملات بايدن الحزينة في ملف تعريفي لصحيفة «واشنطن بوست».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news