مصير الأخضر على المحك….موقعة العراق تحدد مستقبل الكرة السعودية – الجريدة

تكتسب المواجهة المرتقبة بين المنتخب السعودي ونظيره العراقي في الجولة الثالثة من منافسات “خليجي 26” أهمية استثنائية، فهي ليست مجرد مباراة لتحديد المتأهل إلى الدور نصف النهائي، بل هي بمثابة اختبار حقيقي لمستقبل الكرة السعودية ككل، حيث تتوقف عليها العديد من التطورات والقرارات المصيرية.

فنتيجة هذه المباراة ستُحدد مسار المنتخب في البطولة الحالية، وستُلقي بظلالها على الاستعدادات للتحديات القادمة، وعلى رأسها تصفيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 التي تستضيفها المملكة.

فالأمر يتجاوز مجرد الحصول على ثلاث نقاط، فالفوز سيضمن للمنتخب السعودي التأهل إلى الدور نصف النهائي، ويُعزز من حظوظه في المنافسة على اللقب، بينما الخسارة ستُطيح به خارج البطولة بشكل كامل، ما يُعتبر انتكاسة كبيرة تُؤثّر على معنويات اللاعبين والجماهير.

فبعد الهزيمة المُفاجئة أمام المنتخب البحريني والفوز الصعب على المنتخب اليمني، يُدرك المنتخب السعودي تمام الإدراك أن أي تعثر جديد في هذه المباراة المصيرية يعني الخروج المُبكر من البطولة، وهو ما لا يتمناه أي من مُحبّي وعشاق المنتخب.

هذا الخروج المُحتمل قد يُؤثّر سلبًا على استقرار المنتخب السعودي قبل استئناف تصفيات كأس العالم 2026، حيث أن فقدان الثقة بالنفس قد يُؤدّي إلى تراجع مستوى اللاعبين، ويضع المنتخب تحت ضغط هائل في المباريات المُقبلة، ما يُعيق من تحقيق النتائج المرجوة في التصفيات، فالجماهير تُعلّق آمالًا كبيرة على المنتخب في التأهل لكأس العالم، وأي انتكاسة في “خليجي 26” قد تُزعزع هذه الثقة.

الخسارة والخروج المُبكر من كأس الخليج قد يعني أيضًا نهاية جيل من اللاعبين الذين قدّموا الكثير للمنتخب السعودي على مر السنين، مثل سالم الدوسري وعلي البليهي والشهراني وغيرهم.

ما يعني الحاجة إلى إعادة بناء الفريق من جديد والبدء من نقطة الصفر للتحضير لكأس آسيا 2027 التي ستقام في المملكة العربية السعودية بعد نحو عامين، وهذا سيضع ضغوطًا إضافية على الجهاز الفني والإداري للبحث عن المواهب الشابة القادرة على حمل راية المنتخب في المستقبل.

في المقابل، الفوز على المنتخب العراقي، أحد أقوى المنتخبات المُنافسة في البطولة، سيُثبت أن المنتخب السعودي يسير على الطريق الصحيح، وقد يُمهّد له الطريق نحو التتويج باللقب، ما سيُعطي دفعة معنوية هائلة للاعبين والجماهير، وبناءً عليه، سيتمكّن المدرب هيرفي رينارد من استكمال مشروعه الحالي مع الفريق دون الحاجة إلى تغييرات جذرية، وسيُركّز على الإعداد بنفس القوام لكأس آسيا 2027 مع إجراء تعديلات بسيطة في المستقبل.

أما الخسارة، فقد تُؤدّي إلى إقالة المدرب رينارد، ما سيزيد من حالة عدم الاستقرار في الفريق، ويجعل من الصعب العثور على مُدرّب جديد قادر على قيادة المنتخب إلى النجاح في وقت قصير، فالتغييرات المُتكررة في الجهاز الفني تُؤثّر سلبًا على الانسجام والتفاهم بين اللاعبين، وتُعيق من بناء فريق قوي ومُنافس.

الفوز على العراق سيُعيد الثقة المفقودة للمنتخب السعودي وجماهيره، خاصةً بعد الخسارة أمام البحرين، وهذه الثقة ستكون حاسمة قبل استئناف تصفيات كأس العالم، وستمنح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة لمواصلة المشوار بنجاح.

كما أنها ستُساعد على تهدئة الجماهير الغاضبة التي طالبت بإقالة المدرب رينارد بعد الخسارة أمام البحرين، فالفوز على اليمن، الذي يُعتبر أضعف حلقات المجموعة، ليس كافيًا لإرضاء طموحات الجماهير، بينما الفوز على العراق، أحد المُنافسين على اللقب، يُعتبر إنجازًا يُستحق الإشادة.

يواجه المنتخب السعودي ضغطًا إعلاميًا وجماهيريًا كبيرًا قبل هذه المباراة المصيرية، وذلك بسبب الأداء المُتواضع في المباراتين السابقتين، وهذا الضغط قد يُؤثّر سلبًا على أداء اللاعبين، ويجعلهم يرتكبون أخطاءً قد تُكلّفهم الفوز.

لذا، يقع على عاتق الجهاز الفني بقيادة رينارد تحضير اللاعبين نفسيًا بشكل جيد، والتأكيد على ضرورة التعامل مع المباراة بهدوء وثقة، وعدم الاستسلام للضغوط، والتركيز على تقديم أفضل ما لديهم داخل أرض الملعب.

close